شهدت أسعار الفضة تسجيل مكاسب تصل إلى ضعف مكاسب الذهب تقريباً، لتصبح أحد أفضل السلع في أدائها خلال هذا العام، وبالرغم من أن العوامل التي تؤثر على كل من الفضة والذهب واحدة تقريباً، لكنها استطاعت أن تحقق استفادة قصوى خلال هذا العام.
وسجلت أسعار الفضة منذ بداية عام 2024 وحتى يوم الجمعة 17 مايو 2024 ارتفاعا بنسبة 32.4% وسجلت أعلى مستوى منذ عام 2013 عند 31.59 دولار للأونصة، بينما ارتفع الذهب خلال نفس الفترة بنسبة 17.1% فقط وسجل اعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولارا للأونصة.
يتضح هذا الفارق بين أداء كل من المعدنين من خلال نسبة الذهب إلى الفضة والتي يقصد بها كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب، وقد تراجعت هذه النسبة خلال الأسبوع الماضي بنسبة انخفاض 8.5% لتسجل أدنى مستوى لها منذ يناير 2023 عند المستوى 76.60، وذلك بعد أن كانت هذه النسبة عند المستوى 92.1 في يناير 2024 وكانت تمثل وقتها أعلى مستوى منذ سبتمبر 2022.
الانخفاض الكبير في نسبة الذهب إلى الفضة يقصد به أن كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب تقلصت إلى 76.6 أونصة بعد أن كانت 92.1 أونصة مطلع هذا العام.
يرجع هذا التطور الكبير في أداء الفضة إلى استفادتها من نفس العوامل التي استفاد من الذهب مثل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب المخاطر الجيوسياسية وتأثرها إيجاباً بتوقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب الاستثماري على الفضة والذهب.
وأشار تحليل جولد بيليون إلى أن الفضة تميزت على الذهب بالاستفادة من الطلب الصناعي الفعلي على الفضة باعتبارها عنصرا مهما في العديد من الصناعات وعلى رأسها تقنيات الطاقة النظيفة التي تزايد الاهتمام بها مؤخراً على مستوى العالم.
وأعلنت الصين التي تعد أحد أكبر المستهلكين للفضة في العالم عن تحفيز نقدي ضخم من خلال بيع ما قيمته 1 تريليون يوان (138 مليار دولار) من السندات السيادية طويلة الأجل، الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع في الطلب على الفضة، وقد ارتفع سعرها بالفعل خلال الأسبوع الماضي بنسبة 11.8%.