شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا ملحوظا في أوروبا، فيما يستعد العمال في مشروع تصدير رئيسي في أستراليا للدخول في إضراب يمكن أن يسهم في خفض الإمدادات العالمية في الفترة التي تسبق الشتاء، حسبما أوردت شبكة «بلومبرج» الإخبارية الأمريكية.
وقد تؤثر الاضطرابات في أستراليا على ما نسبته 10٪ من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية، وهو الاحتمال الذي يثير قلق تجار تلك السلعة الحيوية في أوروبا، وجعلهم في وضع ترقب لما سيحدث في أغسطس الجاري، منذ بدء محادثات الإضراب في أستراليا.
ولا تزال أوروبا تتعافى من أزمة الطاقة التي كادت أن تعصف بها في العام الماضي، عندما خفضت روسيا إمدادات الغاز عن دول القارة العجوز الداعمة لأوكرانيا في الحرب التي تشنها موسكو على كييف منذ 24 فبراير من عام 2022.
وحذرت النقابات العمالية في أستراليا خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن الإضراب المحتمل من الممكن أن يبدأ فعليا في 2 سبتمبر المقبل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في محادثات الأجور مع شركة وود سايد إنرجي جروب.
وقد أدى هذا إلى صعود في ارتفاع العقود الآجلة للغاز القياسي بنسبة تصل إلى 18% خلال تعاملات اليوم الإثنين.
وقال سوني كوماري الخبير الاستراتيجي في مجموعة «أيه إن زد»المصرفية المحدودة، إن احتمالية وقوع إضرابات قد زاد في ضوء الإنذار.
وأوضح كوماري: « أي تدافع على أحجام غاز بديلة قد يؤدي إلى حرب عروض أسعار».
ورغم أن أسعار الغاز لا تزال بعيدة عن أعلى مستوياتها في أزمة العام الماضي – يتتفس التجار الصعداء لأن شحنات الوقود المقيدة إلى آسيا ستثير المنافسة على الشحنات البديلة.
كانت التقارير الإخبارية الأولية التي تناولت الإضرابات المحتملة في وقت سابق من هذا الشهر قد عززت الأسعار خلال اليوم بنسبة تصل إلى 40٪ ، مما يعكس شدة توتر السوق حيث تستعد القارة لفصل الشتاء.
وبينما تعتمد أوروبا على استيراد الغاز المسال من أستراليا، فإنها ستحتاج إلى الدخول في منافسة مع الدول الأخرى المستهلكة للغاز في آسيا للعثور على شحنات بديلة للغاز الأسترالي.
ويرى محللون في بنك سيتي جروب أنه من المنتظر أن تشهد أسعار الغاز الطبيعي تقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة، حيث من المحتمل أن تكون عمليات التخزين والتحوط لفصل الشتاء سببا في ارتفاع الأسعار بشكل أكبر نسبيا من احتمال الإضراب في أستراليا، واضطراب إمدادات الغاز الطبيعي المسال.