انخفضت أسعار الرهن العقاري بشكل حاد في الولايات المتحدة عقب إعلان إدارة ترامب عن الرسوم الجمركية، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
وانخفض متوسط سعر الفائدة على القرض الثابت الشائع لمدة 30 عامًا بمقدار 12 نقطة أساس ليصل إلى 6.63%، وفقًا لصحيفة “مورتجيج نيوز ديلي” وهذا يعني أنه عند أدنى مستوى له منذ أكتوبر.
ودفعت عمليات البيع المكثفة في سوق الأسهم صباح أمس المستثمرين إلى سوق السندات، مما تسبب في انخفاض عوائد السندات، و تتبع أسعار الرهن العقاري بشكل فضفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات، وكانت تتحرك في نطاق ضيق للغاية منذ أواخر فبراير.
وكتب ماثيو جراهام، الرئيس التنفيذي للعمليات في مورتجيج نيوز ديلي: “في حين لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن النقاط الدقيقة لإعلان الرسوم الجمركية بعد ظهر الأربعاء، فقد سمعت الأسواق ما يكفي للاستعداد لتأثير ذلك على التجارة العالمية”.
بدء موسم الربيع
يأتي انخفاض الأسعار في وقت مناسب لسوق الإسكان، مع بدء موسم الربيع المزدحم تاريخيًا. ولكن هناك عوامل أخرى عديدة تُعيق المشترين وتُؤثر سلبًا على قدرتهم على تحمل تكاليف المنازل.
وخلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 30 مارس، بلغ متوسط الدفعة الشهرية لمشتري المنازل في الولايات المتحدة مستوى قياسيًا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث بلغ 2802 دولارًا أمريكيًا، وفقًا لشركة ريدفين ، وهي شركة وساطة عقارية.
ووفقًا للتقرير، “ارتفعت أسعار البيع بنسبة 3.4% على أساس سنوي، وبلغ متوسط سعر الرهن العقاري الأسبوعي 6.65%، وهو قريب من أدنى مستوى له منذ ديسمبر، ولكنه أكثر من ضعف أدنى مستوياته في فترة الجائحة”.
وحتى مع انخفاض طفيف في أسعار الرهن العقاري أمس الخميس، لا تستطيع حوالي 70% من الأسر، أو 94 مليون أسرة، تحمل تكلفة منزل بقيمة 400 ألف دولار ؛ ويُقدر متوسط سعر المنزل الجديد بحوالي 460 ألف دولار في عام 2025، وفقًا للرابطة الوطنية لبناة المنازل.
وقد استند هذا الحساب إلى حدود الدخل ومعايير الاكتتاب. وفقًا للتقرير، فإن الحد الأدنى للدخل المطلوب لشراء منزل بقيمة 200 ألف دولار بمعدل رهن عقاري يبلغ 6.5% هو 61,487 دولار.
وفي عام 2025، من المتوقع أن يكون لدى حوالي 52.87 مليون أسرة في الولايات المتحدة دخل لا يتجاوز هذا الحد، وبالتالي، لا يمكنهم تحمل تكلفة شراء منازل يصل سعرها إلى 200 ألف دولار.
في حين أن هناك عرضًا متزايدًا من المنازل التي تدخل السوق، فإن هذا العرض ليس عند نقطة السعر التي يكون فيها الطلب عليه أكبر، مما يعني أنه ليس في الطرف الأدنى. كما أنه، بشكل عام، أقل بكثير مما كان عليه تاريخيًا، بسبب نقص البناء المزمن منذ الركود الكبير.
وقال مات فيريس، وكيل ريدفين في شمال فرجينيا: “العرض يتزايد؛ الكثير من الأشخاص الذين تحدثت إليهم خلال العام أو العامين الماضيين يتصلون بي، قائلين إنهم مستعدون لإدراج منازلهم”.
وتابع : يعتقد البعض أننا في قمة السوق، ويرغبون في الحصول على أعلى سعر لمنازلهم. هنا في منطقة العاصمة، يبيع بعض الناس منازلهم خوفًا من فقدان وظائفهم الحكومية، أو لأنهم يرغبون في الشراء بالقرب من المدينة بسبب سياسات المكاتب.
أما بالنسبة لموسم الربيع حتى الآن، فقد شهد شهر مارس قفزة سنوية بنسبة 10% في العروض الجديدة، مع ارتفاع العروض النشطة بنحو 28% على أساس سنوي، وفقًا لموقع “Realtor.com” وتم التوصل أيضًا أيضا إلى أن المنازل تبقى في السوق لفترة أطول وأن نسبة العروض التي تشهد تخفيضات في الأسعار ترتفع، وانخفضت المبيعات المعلقة، وهي عقود موقعة على منازل قائمة، بنسبة 5.2% عن مارس الماضي في أكبر المناطق الحضرية في البلاد.
وكانت بعض أشد الانخفاضات في جاكسونفيل بولاية فلوريدا وميامي بولاية فلوريدا – حيث انخفضت بنسبة 15.1% و13.7% على التوالي – إذ شهدت الأسواق تراجعًا جزئيًا بسبب الهجرة العكسية بسبب الجائحة.
وشهدت فيرجينيا بيتش بولاية فرجينيا انخفاضًا بنسبة 14.2%.
وكتبت دانييل هيل، كبيرة الاقتصاديين في Realtor.com، في بيان صحفي: “يشير ارتفاع تكلفة الشراء، بجانب تنامي المخاوف الاقتصادية، إلى تباطؤ في إقبال المشترين على الشراء في أوائل الربيع. نشهد سوقًا تستعيد توازنها، مما يوفر خيارات أوسع للمتسوقين”.
وأضافت: “التحسنات الأخيرة في أسعار الرهن العقاري تبشر بالخير لموسم الإسكان في أواخر الربيع وأوائل الصيف، طالما استقرت المخاوف الاقتصادية ولم تُثن المشترين عن مسارهم”.