شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاض قوي خلال شهر فبراير نتيجة التطورات الأخيرة والإعلان عن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة، وما نتج عن هذا من تراجع كبير في سعر صرف الدولار في السوق الموازي وبالتالي سعر الذهب.
أسعار الذهب في مصر
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة في أولى جلسات تداول شهر مارس عند المستوى 2930 جنيه للجرام، وقت كتابة التقرير.
وكانت تسعير الذهب مطلع شهر فبراير متوقف بسبب عدم الاستقرار ولكن كان متوسط السعر وقتها عند المستوى 4000 جنيه للجرام عيار 21، وقد أغلق السعر تداولات شهر فبراير عند 2925 جنيه للجرام، ليسجل انخفاض بنسبة 26.8% وبمقدار 1075 جنيه تقريباً.
أبرز الأحداث التي شهدها شهر فبراير كان الإعلان عن تفاصيل صفقة استثمار عقاري في رأس الحكمة بين مصر والامارات والتي تصل إجمالي استثماراتها إلى 35 مليار دولار، ستحصل مصر على 15 مليار خلال فترة أسبوعين مقسمين إلى 10 مليار دولار سيولة نقدية تحول من خارج مصر، و5 مليار دولار تنازل عن جزء من ودائع الامارات في البنك المركزي المصري.
الجزء الثاني بقيمة 20 مليار دولار ستحصل عليها مصر بعد شهرين، كما تحتفظ مصر بنسبة أرباح من المشروع تصل إلى 35%، حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات الإمارتية خلال فترة المشروع إلى 150 مليار دولار.
وقالت مؤسسة جولدمان ساكس المالية أن السيولة الدولارية التي سيتم توفيرها من الشراكة بين مصر والإمارات في مشروع رأس الحكمة سيغطي فجوة التمويل الدولارية في مصر على مدى الأربع سنوات القادمة، وذلك وفقاً لتحليل احتياجات التمويل التي يراها البنك.
الفترة الأخيرة وبعد انتهاء موجة هبوط أسعار الذهب، شهد المعدن النفيس تذبذب في سعره المحلي بين مستويات 2900 – 3150 جنيه للجرام وذلك في ظل استقرار العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في مصر، فالدولار في السوق الموازي يشهد استقرار خلال الفترة الحالية منذ انتهاء موجة الهبوط التي تسببت فيها الإعلان عن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة.
من جهة أخرى نجد أن هناك توازن حالي في العرض والطلب، فبعد انخفاض أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة أصبحت الأسعار مناسبة للبعض للشراء من جديد وهو ما أدى إلى توقف الهبوط والتذبذب بين ارتفاع وهبوط خلال الأيام الماضية.
من جهة أخرى مؤسسة جولدمان ساكس المالية الأمريكية قدرة الفجوة التمويلية في مصر خلال الأربع سنوات القادمة عند 25 مليار دولار، وأشار البنك أن إجمالي الاحتياجات التمويلية للعام المالي الحالي يصل إلى 18.6 مليار دولار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي لتجد الدعم من بيانات التضخم الأمريكية يوم أمس التي أظهرت استمرار التراجع على المستوى السنوي، مما أعاد التوقعات إلى التزايد بشأن خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع يونيو القادم.
استطاع سعر اونصة الذهب العالمي اختراق مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأمس فوق هذا المستوى، ولكن السعر الآن يواجه مستوى 2050 دولار الذي يمثل الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة التي يتحرك خلالها السعر منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي.
الاغلاق الأسبوعي فوق منطقة 2040 – 2050 دولار للأونصة ستعطي السعر زخم إيجابي كبير ليستكمل الصعود مستهدفاً المستوى 2065 دولار ثم 2080 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
تداولات الذهب مستمرة في التحرك في نطاقات محدودة وتظل الحركة الرئيسية بين مستويات 2900 – 3150 جنيه للجرام عيار 21 وتختلف حدة التذبذب من جلسة لأخرى ولكن تظل ضمن هذا النطاق.
في حال استكمل الذهب المحلي الانخفاض سيكون المستهدف عند 2800 جنيه للجرام وبعده المستوى 3300 جنيه للجرام. بينما الارتفاع لأعلى سيكون بعد اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام بشكل ناجح وبزخم قوي.