استطاع الممثل الشاب رامي مالك ، أمريكي الجنسية من اصول مصرية ، ان يتصدر مواقع البحث محليا وعالميا خلال الأيام الماضية ، وأن يحصد اعجاب ملايين الاشخاص في مصر والعالم، بعد فوزه بجائزة الاوسكار في نسختها 91 عن دوره في فيلم ” “بوهيميان رابسودي” عن تجسيده لشخصية المطرب ومؤلف الأغاني فريدي ميركوري .
رامي مالك ممثل قدم ادوار صغيرة في بداية مشواره الفني وفاز بجائزة ايمي عام 2016 ، ثم توج مؤخرا بجائزة جولدن جلوب ، وجائزة البافتا (التى تقدمها الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون ) كأحسن ممثل ، حتى توج مشواره منذن ايام بجائزة الاوسكار ، و لكن ما هو السر وراء هذا النجاح العالمي الكبير لرامي مالك ؟
طارق الشناوي : عاش في مناخ ليس فيه عدائية للمواهب وموهبته كبيرة
يرى الناقد السينمائي طارق الشناوي: ان اهم اسرار نجاح رامي مالك ووصوله لجائزة الاوسكار هو انه عاش في مناخ وفر له هذا النجاح ، فلا يوجد روح عدائية في المناخ الذي عاش فيه مالك ، مشبها حالته بحالة العالم المصري الراحل احمد زويل و الذي لو كان بقي في مصر لكان أصبح مجرد مدرس كيمياء ، وليس عالما كيميائيا مشهورا على مستوى العالم .
واضاف للمال ان هناك فارقا كبيرا بين النجم العالمي الراحل عمر الشريف الذي رشح سابقا لجائزة الاوسكار ولم يفز بها ، وبين رامي مالكالذي نجح في اقتناصها بالفعل ، فهناك اختلاف في الزمان ، كما ان رامي يعتبر امريكيا لان اسرته هاجرت قبل انجابه ، لذلك يعتبر ابن امريكا ، وذلك ساعده بالطبع في الفوز بالاوسكار.
وقال ايضا ان عقلية الاوسكار لم تتغير كما يتصور البعض، لكن في الماضي وقت ترشح النجم العالمي عمر الشريف للاوسكار كان المصوتون حوالي 3000 شخص تقريبا، انما في وقت تصويت اوسكار رامي مالك اصبح عددهم تقريبا 6000 ، لكن لابد من الاخذ في العتبار أن المنافسة لم تكن ضعيفة ليحصل رامي مالك على الاوسكار ، لذلك فان هذا يعد بالتأكيد انجازا كبيرا له .
وتابع ان مالك موهبة حقيقية بالتاكيد ، فهو لم يحصل على الاوسكار من فراغ حتى لو كان امريكيا ، مدللا على ذلك بأنه قد حصل على جوائز سابقة عديدة مثل الايمي وجولدن جلوب والبافتاخلال الفترة الماضية .
ماجدة خير الله : الظروف الخاصة بالاوسكار تغيرت منذ سنوات
ومن جانبها ، قالت الناقدة ماجدة خير الله ان سر نجاح رامي مالك انه كان يعيش في مناخ اوصله للعالمية ، فهو قد بدأ مشواره الفني بادوار صغيرة في افلام عديدة ثم تدرج حتى قدم فيلما سينمائيا فاز من خلاله بالاوسكار ،اي ان ماحدث معه ليس امرا غريبا او شاذا ، بل من كان يتابع مشوار رامي مالك منذ بدايته الفني وتقديمه لادوار جيدة ،ومسلسل مميز، وفيلم مهم مع النجم توم هانكس ، وفوزه بجوائز الايمي وجولدن جلوب يدرك انه كان من المتوقع ان يفوز بالاوسكار في يوما ما ، وماحققه انجازا هاما .
وتابعت قائلة :لايمكن ان نقارنه بالنجم الراحل عمر الشريف وترشيحه لجائزة الاوسكار سابقا وعدم فوزه بها ، فكون رامي مالك فاز بها على عكس الشريف فهذا لا يعني ان الأخير لم يكن ممثلا عالميا ونجما كبيرا، فالنجم ليوناردو دياكابريو فاز بالاوسكار بعد ترشيحه لها 50 مرة تقريبا لدرجة انه لم يصدق حينما فاز بالاوسكار منذ سنتين .
واضافت خير الله ان عقلية الاوسكار تغيرت تماما لان وقت عمر الشريف كان يصعب تماما اختراق اي جنسية غير امريكية لهذه الجائزة والوصول لها ، لكن منذ سنوات تغيرت الامور تماما ، فحينما فاز دي كابريو بها عن فيلم سينمائي هام كان مخرجه مكسيكي الاصل وليس امريكيا ، والان يفوز رامي مالك مصري الجنسية ايضا، و هذا التغير ساعد رامي في الفوز بجائزة الاوسكار ، ولم تساعد الراحل العالمي عمر الشريف في السابق ، و ذلك بالرغم من ان له تاريخا فنيا وسينمائيا هاما في السينما المصرية قبل ان يصبح نجما عالميا ، لكن رامي مالك ليس له تاريخا سينمائيا في مصر .
خيرية البشلاوي : استطاع ان يكون شابا مرنا مع السياسات الهوليودية وموهوبا وطموحا بدون شروط
أما الناقدة خيرية البشلاوي فلفتت الى أن ان رامي مالك عاش في منطقة لها سياساتها ورسائلها الموجهة من خلال افلامها السينمائية التي تصدرها لنا وللعرب والعالم وهي هيوليود، مشيرة الى انه استطاع ان يكون شابا مرنا في التعامل مع هذه المؤسسة ، وكان لديه طموحا كبيرا وموهبة حقيقية ورغبة في الصعود دون ان يفرض اي شروط عليهم او يكون له توجها او اجندة سياسية معينة .
وتابعت ان كل تلك العوامل ساعدته في تحقيق جائزة الاوسكار في مؤسسة التسلية بهوليود وهي السينما ، هذه المؤسسة بكل ماتضمه من اشكال الترفيه سواء الفنون المرئية او البصرية او المسموعة هي ميدان شديد الخصوبة يمكن ان تبث من خلاله الافكار المختلفة والموجهة للعالم ، وذلك مايفعله الصهاينة في السينما في هيوليود من خلال رامي مالك وغيره بتصدير صورة لشاب موهوب في فيلم يقوم فيه بدور مطرب شعبي له جمهور عريض لكنه شاذ جنسيا فيموت بسبب ذلك في سن صغير ، وتتحول قصته لشيئ عظيم ، فكانهم يريدون ان يوجهوا رسالة لنا بان التطبيع مع الشذوذ امرا عاديا وليس فيه ازمة .
واشارت البشلاوي الى انه منذ ان امسك الصهاينة زمام الامور في السينما والاعلام الغربي وهم يستخدمون القوى الناعمة بطريقتهم الخاصة ، وقد استطاع مالك ان يواكب السياسات الامريكية والهوليودية كما يريدون، لكن رغمذلك نحن في النهاية سعداء لانه له جذور مصرية ، و ذلك بالرغم من انه يعتبر امريكيا وصناعة امريكية وهيوليودية .
ونوهت البشلاوي الى أن عمر الشريفمثل لهوليود صورة الأخر ، لذا لم يعجبهم ولم يسمحوا له بان يفوز بجائزة الاوسكار مثل رامي مالك ، فهذه الجوائز الضخمة بالتاكيد لها توجهات وسياسات معينة لاتقبل الا بها واستطاع رامي مالك ان يكون مرنا معها