فجر الدكتور هاني عارف رئيس قسم المخ والأعصاب والمشرف على برنامج السكتة الدماغية بمستشفيات جامعة عين شمس، مفاجأة من العيار الثقيل أنه ووفقًا لإحصائيات طبية حديثة عن مرض السكتة الدماغية ، فإن نسبة الإصابة في مصر تفوق الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف عارف فى حواره مع “المال”، أن نسبة الإصابة في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تصل إلى 165 فردا من بين كل 100 ألف شخص ، بينما هنا في مصر، يصاب 270 شخصا من بين كل 100 ألف شخص تقريبًا، كما أنها وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة تعد من أبرز أسباب الوفاة في مصر.
وأشار عارف إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إصابة أشخاص في سن الشباب بالمرض ،رغم انه قلما ما يصيب الشباب في الأوقات العادية، إلا أنه مع انتشار فيروس كورونا المستجد ساعد بشكل كبير في زيادة معدل الإصابة بالسكتة الدماغية ليصل إلى خمسة عشر ضعف حالات الإصابات السابقة في الظروف العادية.
وأكد أن إصابة الشخص بفيروس الكورونا يتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، نتيجة حدوث تجلطات في الدم، والذي هو عرض أساسي من أعراض فيروس كورونا.
وأشار إلى أن السكتة الدماغية مرض شائع جدًا في مصر، كما أنها تعد السبب الثاني في أكثر نسب الوفيات وتسببها في الإصابة بالشلل أو الإعاقات أو صعوبات في الكلام والحركة وقد ينتهي المطاف بالوفاة.
ولفت إلى أن تحدث السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، وتختلف أعراض السكتة تبعًا للمنطقة الدماغية التي انقطع عنها الدم.
وأشار إلى أنه توجد أعراض أولية للإصابة بالسكتة الدماغية متفق عليها والتي تتضمن: 1. تخدير في جزء من الوجه، حيث يشعر المصاب بالجلطة الدماغية ببعض التنميل في الوجه والفم.2. التلعثم في الكلام، ويلاحظ المتحدثون مع المصاب بالسكتة الدماغية ببعض التلعثم والصعوبة في الكلام.3. اعوجاج في الفم.
ونبه إلى أنه في حالة شعور المصاب بتلك الأعراض الأولية للسكتة الدماغية، يجب عليه التوجه بشكل سريع لأقرب مركز لعلاج السكتة الدماغية خلال الساعات الأولى من الإصابة.
وأوضح أن الوقت عامل أساسي ورئيسي في علاج السكتة الدماغية، لذلك أى محاولات لعلاج الإصابة من غير المتخصصين يزيد من سوء الحالة المرضية ، ويقتطع من الوقت المطلوب لإنقاذ الحالة المصابة نظرًا لأهمية كل دقيقة تمر على المصاب، حيث يفقد فيها 2 مليون خلية عصبية، لذا تمثل المساعدات أو التدخلات غير الطبية من قبل الأقارب أو حتى الأطباء غير المختصين خطرا كبيرا للمصاب، مؤكدا ضرورة سرعة نقل المريض إلى أقرب وحدة علاج سكتة دماغية في حالة الشك باحتمالية الإصابة.
وأكد رئيس قسم المخ والأعصاب والمشرف على برنامج السكتة الدماغية بمستشفيات جامعة عين شمس، أن علاج السكتة الدماغية لشقين، ويعد عامل السرعة والوقت هو أهم جزء لعلاج السكتة الدماغية والذي إذا توفر من الممكن أن يتم الشفاء التام.
وأضاف أن الساعات الأولى للعلاج هي الساعات الذهبية، فإذا أدرك المريض إصابته يجب عليه التحرك إلى المستشفى بأقصى سرعة في حوالي الساعات الأربعة ونصف الأولى من ظهور الأعراض.
وأشار إلى أنه يجب على المريض التوجه إلى مستشفى بها وحدة علاج للسكتات الدماغية، فمن الممكن أن يكون المستشفى كبيرا ولكنه غير مؤهل أو مجهز لعلاج السكتات الدماغية.
وأوضح أنه في الساعات الأربعة ونصف الأولى، يتم معالجة السكتة الدماغية بعقاقير خاصة تعمل على تذويب هذه الجلطات، ولكن في المراحل الخطرة أو الحرجة من الإصابة أو في حالة الإصابة بانسداد الشريان الرئيسي، يتم علاج الجلطة عن طريق القسطرة المخية. وفي هذه الحالة، من الممكن علاج المريض في خلال ست ساعات وليس معنى ذلك أنه لا يحدث خلل في بعض الخلايا العصبية.
وشدد على أنه يجب أن يتم التعامل مع السكتة الدماغية بشكل فوري وكلما لوحظت في وقت مبكر في الساعات الأولى من الإصابة كانت فرصة الشفاء الكامل أكبر بكثير. وذلك نظرًا لأن إزالة وعلاج الجلطة يؤدي إلى تدفق الدم مرة أخرى بشكل طبيعي إلى الخلايا المخية.
وأضاف أنه يمكن تجنب الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال 7 عادات ،تتمثل في :1. ضبط معدل السكر في الدم ليصبح المعدل التراكمي للسكر أقل من 7.2، ضبط ضغط الدم، 3 . ضبط معدل الدهون في الجسم إذا كانت معدلها عاليا، فمن الممكن أن يكون وزن الفرد معتدل أو لا يصل إلى السمنة لكن نسبة الدهون عالية، ما قد يتسبب في انسداد الشرايين ،4- تناول الاطعمة الصحية.5. الامتناع عن التدخين لما يؤديه من أضرار جسيمة للشرايين والقلب ليؤثر بدوره على المخ.6. ممارسة الرياضة ، 7-وتقليل الوزن الزائد في الجسم.
ونوه إلى أن اتباع العادات السابق ذكرها يقى بشكل كبير الفرد من الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 80%، كما أنها تقي من أمراض كثيرة أهمها أمراض القلب.
وتابع عارف: وفي إطار سعينا لتوفير الرعاية الطبية اللازمة والفعالة للمصابين بالسكتة الدماغية في مصر، أطلقنا مبادرة الملائكة والتي تلعب دور رئيسي في تطوير منظومة السكتة الدماغية في مصر وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الصحة والجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب والجمعية المصرية للسكتة الدماغية، وذلك لحرصنا الدائم على تطوير وتحسين نظام رعاية السكتات الدماغية وتعزيز أفضل معايير الممارسة لزيادة الوعي بين مقدمي الرعاية الصحية.
وأشار إلى أنه ونظرًا لأهمية الوحدات الخاصة بعلاج السكتة الدماغية في المستشفيات الجامعية، نحاول من خلال مبادرة الملائكة التي تضم معظم الخبرات الفنية اللازمة وأطباء الأعصاب في مصر بما في ذلك أساتذة الجامعات، بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات، تطوير وحدات السكتة الدماغية بالمستشفيات الجامعية، وتدريب وتوعية مقدمي الرعاية الطبية من الأطباء حول إدارة حالة السكتة الدماغية الحرجة.
وأضاف أن مبادرة الملائكة تعمل على تحويل جميع المستشفيات الجامعية إلى وحدات شاملة متكاملة، تقدم كل الخدمات بأعلى مستوى بما فيها إذابة الجلطة وإجراء القسطرة المخية وعلاج نزيف الأم العنكبوتية والذي يحتاج إلى أداء فني وطبي على مستوى عالي من التخصص.
وأكد أنه ومن خلال مبادرة الملائكة نسعى إلى تطوير وزيادة عدد الوحدات التابعة لوزارة الصحة الجاهزة لاستقبال والتعامل مع حالات السكتة الدماغية وتحسين جودة العلاج، لتغطي كافة المحافظات المصرية بدايةً من الإسكندرية والدلتا مرورًا بالقاهرة إل أسيوط وأسوان بهدف الوصول إلى 500 وحدة لعلاج السكتة الدماغية داخل مصر.