نرصد أسباب وحلول غياب الفيلم المصري عن مهرجانات السينما الهامة مثل مهرجان الجونة السينمائي المقام حاليا، وسيدل الستار عليه خلال أيام قليلة، وبرغم وجود أفلام سينمائية كثيرة في المهرجان من مختلف الدول العربية، وكذلك الأفلام الأجنبية إلا أنه لا يوجد أي فيلم مصري مشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وفي هذا التقرير نعرض آراء بعض النقاد السينمائيين حول أسباب غياب الفيلم السينمائي المصري في مهرجان هام للسينما، وكذلك ما الحلول التي يمكن عملها لحضور أفلام سينمائية مصرية الفترة القادمة في العديد من المهرجانات.
طارق الشناوي: لا يوجد دعم حقيقي للدولة لصناعة السينما
يقول الناقد طارق الشناوي، إن أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان الجونة السينمائي ومعظم المهرجانات الأخرى، هو عدم دعم الدولة لصناعة السينما من الأساس، وتوفير الدعم فقط للمهرجانات بشكل متزايد السنتين الأخيرتين تحديدا.
وأضاف أن تردد منذ سنوات أنه سوف يتم توفير حوالي 50 مليون جنيه لدعم السينما من جانب الدولة، ولم يحدث ذلك، وقيل فيما بعد إن الأمر لم يناقش مع الحكومة المصرية، ونقابة السينمائيين.
وتابع قائلا للأسف الأفلام السينمائية التي تعرض في مصر طيلة العام تجارية ولا يوجد بها ناحية فنية جيدة تصلح للتواجد في مهرجان سينمائي، لذلك لم يعد هناك أفلام مصرية في المسابقات الرسمية الهامة في المهرجانات.
وأشار الشناوي إلى أنه برغم تحقيق بعض الأفلام إيرادات تجاوزت 50 مليون جنيه مثل ولاد رزق، والفيل الأزرق، إلا أن هذه الأفلام تجارية نوعا ما، ولا يمكن أن تتواجد في مهرجان سينمائي.
أحمد سعد الدين: إنتاج السينما معظمه تجاري وليس فنيا
أما الناقد أحمد سعد الدين قال إن هناك أزمة حقيقية في صناعة السينما المصرية هذا العام بصورة كبيرة؛ ما أدى لوجود عدد قليل من الأفلام السينمائية أي أن حجم الإنتاج السينمائي أصبح قليلا هذا العام بشكل كبير، وأثر ذلك سلبا على وجود الفيلم المصري في المهرجانات السينمائية الهامة.
وأوضح أن الإنتاج السينمائي الذي قدم عام 2019 تجاريا ولا يمكنه من دخول أي مسابقة رسمية لأي مهرجان هام باستثناء الفيلم المصري “لما بنتولد” الذي عرض بمهرجان الجونة السينمائي اليومين الماضيين، لكن خارج المسابقة الرسمية.
وأكد أنه لو استمر الإنتاج السينمائي يعتمد فقط على ضرورة صناعه تحقيق الإيرادات المرتفعة فقط تجاريا، والكسب المادي دون النظر إلى أهمية تقديم منتج سينمائي قوي فني، ويحمل جودة عالية ورسائل هامة للمجتمع فنظل محلك سر، ولن يتواجد أي فيلم مصري في مهرجان سينمائي هام.
وأشار سعد الدين أيضا إلى أنه شارك فيلم يوم الدين العام الماضي بمهرجان الجونة السينمائي في المسابقة الرسمية لأنه كان فيلما مميزا حقيقة، وأشاد به النقاد والجمهور، وحقق جوائز محلية وعالمية كثيرة وناقش قضايا إنسانية هامة لذلك نحن نفتقد لهذه النوعية من الأفلام حاليا.
فايزة هنداوي: لو لم ينتبه صناع السينما ستواجه أزمة كبيرة
أما الناقدة فايزة هنداوي ترى أنه ببساطة لا يوجد سينما حقيقية بمصر السنتين الأخيرتين لذلك لا توجد أي أفلام مصرية في أي مهرجان للسينما الفترة الأخيرة.
واستطردت قائلة أصبح مستوى الأعمال السينمائية المقدمة للجمهور ضعيفة للغاية، رغم تحقيقها إيرادات مرتفعة جدا، لكن يجب أن نقيس حجم هذه الإيرادات بأسعار تذاكر السينمات بمصر سنتاكد حينها أننا نواجه أزمة حقيقية في صناعة السينما، ولو لم ينتبه صناع السينما الفترة القادمة، لذلك ستواجه السينما المصرية طريقا مظلما للغاية.