شهد العديد من دول العالم في هذه الفترة لونا مميزا للسماء بعد غروب الشمس أو قبل شروقها، وتفاوت المشهد ما بين سماء لامعة أكثر من المعتاد في بعض الدول إلى سماء تكتسي باللون الأحمر غير المألوف في دول أخرى، وفق ما نقله بيان لمركز الفلك الدولي.
غروب مختلف
وقال المركز الثلاثاء: “انتشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو لهذه الظاهرة في السعودية والأردن ومصر وغيرها من دول العالم ومنها في أوروبا وأمريكا”.
وأثارت تلك الصور التي تظهر شكلا مختلفا للغروف، مخاوف العديد عبر تساؤلات ملئت مواقع التواصل الاجتماعي،
الغروب المختلف قادم من أوروبا
وبدأت الظاهرة في أوروبا نهاية شهر يوليو الفائت، وفق بيان مركز الفلك الدولي، ووصلت إلى المنطقة العربية خلال الأيام القليلة الماضية.
وعزا البيان سبب هذه الظاهرة إلى انتشار دخان حرائق الغابات التي تحدث الآن في المناطق القريبة من القطب الشمالي.
وتعتبر هي أسوأ كارثة حرائق في تلك المنطقة منذ 10 آلاف سنة والمنطقة التي تحدث فيها الحرائق هي تحديدا شمال سيبيريا وشمال إسكندنافيا وألاسكا وجرينلاند وكندا.
ففي سيبيريا لوحدها تحترق الآن منطقة مساحتها أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع! وفي ألاسكا لوحدها احترق هذا العام ما مساحته 6.5 ألف كم مربع، وفق البيان.
وبسبب هذه الحرائق ذاب في شهر يوليو الفائت 197 مليار طن من الثلج في منطقة جرينلاند، وفق البيان
تأثيرات الحرائق
ويقول الخبراء يبدو أن دخان الحرائق يقع في منطقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي (ارتفاع الستراتوسفير ما بين 15 كم إلى 50 كم).
لكنه من غير المؤكد إن استطاع الدخان من الوصول إلى ارتفاعات أعلى في الغلاف الجوي.
وعن سبب الحرائق، فقد كان شهر يونيو ماضي هو أعلى درجة حرارة لشهر يونيو في التاريخ المدون، مما قلل نسبة الرطوبة في تلك المناطق.
ونتيجة ذلك أصبحت الغابات أسهل عرضة للاشتعال، ومع حدوث البرق اشتعلت الغابات في العديد من المناطق القريبة من القطب ابتداء من شهر يونيو الفائت والتي ما زالت مشتعلة حتى هذه اللحظة، وفق بيان مركز الفلك الدولي.
وأوضح البيان أنه فضلا عن الحرائق وما تبعثه من دخان أثر على العديد من دول العالم، فإن هذه الحرائق قد أطلقت حتى الآن ما مجموعه 140 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.
تداعيات أزمة الحرائق ممتدة بالعالم
وعلى الرغم من أن حدوث الحرائق هذه أمر معتاد إلا أنه لم يسبق أنه كان بهذا الحجم ولا بعمق الأماكن الشمالية التي وصلت إليها الحرائق هذه المرة، فهناك أكثر من 100 منطقة مشتعلة، وكمية الغاز والدخان المنبعثة غير مسبوقة.
ووفق البيان، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تأثيرات ملموسة على مستوى العالم. ففضلا على أن غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
والدخان الناتج من الحرائق أيضا يزيد من ذلك من خلال احتفاظه بالحرارة الناتجة من الحرائق داخل الغلاف الجوي، إضافة إلى التأثيرات الصحية السلبية الناتجة عن دخان الحرائق.
وهذا الدخان الذي يصل إلى ارتفاعات شاهقة في الغلاف الجوي، يكون قادرا على عكس أشعة الشمس بشكل لافت للنظر حتى بعد غروبها بفترة من الزمن، لأن الشمس تبقى ظاهرة على تلك الارتفاعات، وهذا ما شاهده العديد من الناس في مختلف دول العالم.
ووفق البيان، فهذه الأدخنة تقوم بتشتيت أشعة الشمس بشكل لافت للنظر وتبدو السماء بألوان حمراء وبنفسجية غير معتادة.