طالت أزمة قطاع الأسمنت «شركة العربية»، التى تراجعت أرباحها بقوة فى النصف الأول من العام الحالى، رغم تحقيقها نموا بنهاية 2018، إذ لم تتمكن الشركة من الصمود أمام المتغيرات السلبية، التى أطاحت بكيانات القطاع خلال الفترة الماضية.
وأظهرت القوائم المالية للشركة العربية للأسمنت تراجع صافى الربح خلال الشهور الستة الأولى من العام إلى 25.3 مليون جنيه مقابل 212.7 مليون جنيه للفترة المناظرة من العام الماضى، كما انخفضت الإيرادات لتسجل 1.600 مليار جنيه مقابل 1.64 مليار جنيه، رغم تسجيل الشركة نموا بنسبة %6 فى أرباح 2018 بقيمة 232 مليون جنيه.
وقال كريم نجيب، مدير علاقات المستثمرين فى»العربية للأسمنت»، إن ربحية الشركة خلال الفترة، تأثرت بثلاثة عوامل هى تراجع أسعار البيع، وارتفاع التكلفة، وزيادة المعروض فى ظل تراجع القوة الشرائية.
ولفت- فى تصريحات خاصة لـ«المال»- إلى أن وضع شركتهُ كان مستقرًا إلى حد ما مقارنة بالشركات الآُخرى خلال الأعوام الماضية التى شهدت بوادر أزمة شركات الأسمنت بالسوق المحلية.
وتابع : «ولكن منذ بداية العام الحالى بدأت تظهر التأثيرات على وضع الشركة، وعلى ربحيتها النهائية».
وأوضح «نجيب» أن شركتهُ تسعى إلى السيطرة على الأمر بمحاولات تقليل التكاليف بشكل عام وبصفة خاصة المتعلقة بالطاقة، مشيرًا إلى أنها اتفقت مؤخرًا على توريد شحنات فحم محلى فى إطار محاولات ترشيد النفقات».
وأظهرت القوائم المالية ارتفاع تكلفة المبيعات إلى 1.5 مليار جنيه مقابل 1.2 مليار جنيه للفترة المناظرة من 2018، وارتفعت التكاليف التمويلية لتصل إلى 68.6 مليون جنيه مقارنة مع 45.4 مليون جنيه الفترة المماثلة.
وأشار إلى أن الشركة تعتمد على الطاقة الشمسية أيضًا والتى تسهم بنحو %4 من احتياجات الكهرباء.
ونشرت «المال» مؤخرًا أن شركات الأسمنت بدأت لأول مرة الحصول على احتياجاتها من الفحم من السوق المحلية، عوضا عن الاستيراد من الخارج بغرض تقليل تكلفة الطاقة التى تمثل %35 من إجمالى مصروفاتها التشغيلية.
وأعلنت شركتا «السويس للأسمنت» و «العربية للأسمنت» مؤخرًا عن عقد اتفاقيات مع الشركة المصرية للتكرير لتوريد كميات من الفحم البترولى المحلى سنويا بواقع 300 ألف طن للعربية و 200 ألف طن للسويس، على أن تجدد التعاقدات بشكل سنوى، وفقا لتصريحات مصادر نشرتها «المال» فى حينها.
وقال مدير علاقات المستثمرين فى الشركة، إن شركتهُ تصدر %16 من إنتاجها لعدد من الأسواق الخارجية بدول أفريقيا واليمن وغيرها، مشيرًا إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة تبلغ 4.2 مليون طن سنويًا من الكلنكر و 5 ملايين طن سنويًا من الأسمنت.
وأعرب عن آمال الشركة بأن يتحسن الوضع خلال الفترات المقبلة، موضحًا أن لديها مصنعاً واحداً يعمل بخطى إنتاج.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الأسمنت يمر بوضع صعب خلال الفترة الحالية، ما اتضح بشكل كبير فى معدلات الربحية التى تُحققها الشركات، وتحولت بعضها إلى الخسارة، ومنها من أعلن عن الإيقاف المؤقت من بينها شركة «بورتلاند طُرة» التى أعلنت مؤخرًا إيقافها المؤقت، كما تمت تصفية «القومية للأسمنت» بشكل نهائى.