أجمع عدد من أصحاب متاجر بيع أجهزة الحاسبات الشخصية واللاب توب وإكسسواراتها فى مولى «سفنكس» و«العصر» على أن السوق المحلية تشهد حاليا حالة ركود غير مسبوقة، بسبب مجموعة عوامل على رأسها ارتفاع أسعار الشحن وتأخر وصول الحاويات إلى الموانئ المصرية مع تفاقم أزمة نقص الرقائق الإلكترونية.
وتوقعوا استمرار حالة شلل المبيعات خلال العام المقبل مع ظهور موجة تضخم كبيرة تضرب الأسواق فى جميع القطاعات الاقتصادية مما سيؤدى بالتبعية إلى ارتفاع الأسعار وعدم استقرارها لأجل غير مسمى، مشيرين إلى أن كميات المخزون من البضائع لديهم ربما لا تكفى لسد طلبات المستخدمين فى حالة تنامى الطلب على سوق الإلكترونيات.
وقال فارس مالك، صاحب متجر «هايبر تك» بمول سفنكس لأجهزة الحاسبات، إن السوق تشهد حاليا ندرة فى كميات المنتجات المعروضة للبيع مع ارتفاع الأسعار والتى أصبحت تخضع – على حد تعبيره – لأهواء الشركات العالمية وموزعيها المعتمدين لاسيما مع تأخر عمليات الشحن الأمر الذى تسبب فى وجود قوائم أسعار متغيرة يوميا.
وأوضح أن الطلب على شراء أجهزة اللاب توب والديسك توب يقتصر فى الفترة الأخيرة على شريحة الطلاب والاستخدامات الشخصية، منوها بأن موجة ركود حادة تضرب الأسواق رغم اقتراب موسم أعياد رأس السنة الجديدة والكريسماس إلا أن شهرى نوفمبر وديسمبر يتسمان سنويا بحالة هدوء عام يمتد إلى منتصف يناير من العام التالى له.
«لينوفو» و«ديل» و«إتش بى» الأكثر رواجا.. وتفاؤل حذر بإجازة نصف العام
وألمح إلى أن أكثر ثلاث علامات تجارية رواجا بين المستخدمين حاليا هى “إتش بي” و”ديل” و”لينوفو” مبينا أن أسعار أجهزة اللاب توب تبدأ من 5 آلاف جنيه وتصل أحيانا إلى 30 ألفا فى بعض الموديلات ذات المواصفات الفنية المتطورة.
بينا أكد عمرو عبد الصمد، موظف قسم المبيعات لدى شركة شرق آسيا لنظم الحاسبات و المعلومات، أن سوق الحاسبات تشهد حاليا ارتفاع أسعار بشكل جنونى نتيجة نقص المنتجات لدى الموزعين ومن المتوقع استمرار الأزمة حتى نهاية العام المقبل.
وتابع: يصعب التنبؤ بحركة السوق خلال الأشهر القادمة وسط تنامى الطلب فى ظل نقص المعروض، معتبرا أن أجهزة «لينوفو» و«ديل» هى الأكثر مبيعا فى الوقت الحالى وتتراوح الأسعار بين 5 آلاف إلى 40 ألفا حسب المواصفات الفنية لكل جهاز.
واتفق حمادة سلامة، صاحب شركة المهندس لأجهزة الحاسبات والشبكات، مع الآراء السابقة فى التأكيد على أن حركة المبيعات داخل السوق شبه متوفقة منذ شهر يوليو الماضى مع استعدادات أولياء الأمور لاستقبال العام الدراسى الجديد وإعادة ترتيب الأولويات طبقا للقوى الشرائية المتاحة.
وكشف عن وجود ارتفاع غير مسبوق فى أسعار أجهزة الحاسبات منذ أكتوبر الماضى بنسبة تراوحت بين 30 إلى %35 مع استمرار أزمة نقص الرقائق الإلكترونية عالميا وارتفاع رسوم الإفراج الجمركى عن حاويات الحاسبات المستوردة، متوقعا حدوث زيادات جديدة مع بداية 2022 على خلفية موجة التضخم التى ستشهدها الأسواق تباعا وتدفع الموزعين إلى تخزين البضائع وتعطيش السوق تحسبا لأى ارتفاعات أخرى.
6 آلاف جنيه للديسك توب المجمع.. و7 آلاف للمستعمل
ورأى أن الفترة الراهنة تشهد رواجا ملحوظا فى الطلب على شراء أجهزة “الديسك توب” المستعملة وبالأخص «ديل» و«إتش بى» و«لينوفو» والتى يتراوح أسعارها بين 4 إلى 7 آلاف جنيه على خلفية أسعار الجديدة منها، بينما يصل سعر الجهاز التجميع إلى 6 آلاف جنيه.
وأبدى تفاؤله الحذر فى تحسن أوضاع السوق خلال المرحلة المقبلة مع اقتراب إجازة منتصف العام الدراسى والتى تشهد إقبالا كبيرا على تداول مستلزمات الألعاب الإلكترونية من أذرع التحكم و لوحات مفاتيح (keyborads) ، مؤكدا أن طبيعة العملاء المترددين على الشركة يختلف حسب أوقات اليوم إذ يتجه موظفو البنوك والشركات للشراء نهارا، بينما تفضل العائلات التسوق ليلا.
فى سياق متصل، وصف شريف محمد، صاحب متجر “كمبيو شوب” ، حركة البيع والشراء فى الآونة الراهنة بالأسوأ – على الإطلاق إذ تعانى جميع مراكز بيع أجهزة الحاسبات من سوء الأوضاع بسبب زيادة الرسوم الجمركية على رسائل البضائع بنسبة وصلت إلى 35 % واستغلال بعض المستوردين لذلك على سلع تصنف من الكماليات على حد وصفه.
وتابع أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية ساهمت فى تفاقم الأوضاع سوءا وتدهور السوق سريعا، متطرقا إلى أن أسعار اللاب توب الجديدة التى كانت تتراوح من 5 إلى 6 آلاف ارتفعت إلى 7 آلاف جنيه، كما ارتفعت أسعار الطابعات من 1500 جنيه إلى 2300 وسط توقعات بموجة غلاء أخرى مقبلة.
و رجح أن يستمر وضع السوق الحالى المتمثل فى قلة البضائع و زيادة الطلب حتى شهر فبراير المقبل.
من جانبه، قال طارق محمد صاحب شركة «الطارق» لتجارة الطابعات، إن حالة الغلاء التى تشهدها الأسواق حاليا ترجع إلى سببين أولهما ندرة المنتجات المعروضة رغم نمو حجم الطلب و ثانيهما يتمثل فى فرض المستوردين زيادات جديدة على أسعار التوريدات للتجار.
ورأى أن توقف المصانع الصينية عن إنتاج الرقائق الإلكترونية بسبب أزمة الوقود و تقليص عدد أيام العمل إلى يومين أو ثلاثة أسبوعيا أدى إلى وجود نقص حاد فى سلاسل الإمدادات والإنتاج على جميع الأسواق العالمية وتسبب فى زيادات كبيرة غير متوقعة فى أسعار الإلكترونيات فعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار الطابعات خلال الفترة الأخيرة بنسبة %70.
ورجح حدوث ارتفاعات جديدة فى أسعار أجهزة الطابعات مرة أخرى مع بداية العام بنسبة تتراوح بين %20 و %30 معتبرا أن سوق الإلكترونيات بالكامل فى حالة سبات عميق ولن تؤثر أى مناسبات قادمة على حركة المبيعات.
وقال حسن النبوى، صاحب متجر «ماجيك» لبيع أجهزة الحاسبات وإكسسواراتها بمول العصر بمنطقة مصر الجديدة، إن السوق المحلية تشهد حالة ركود غير مسبوقة منذ سنوات بسبب مجموعة عوامل منها صعوبة إجراءات الإفراج الجمركى عن الشحنات داخل الموانيء وتفاقم أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التى تدخل فى تصنيع أجهزة الحاسبات والهواتف والسيارات مما تسبب فى وجود انخفاض كبير فى معدلات الإنتاج.
وأوضح أن مخزون أجهزة الحاسبات لدى التجار قد لا يكفى لسد احتياجات السوق مع زيادة معدلات الطلب وشح المعروض، متوقعا استمرار الأزمة حتى العام المقبل مع ارتفاع ملحوظ فى الأسعار بنسبة 20 % مقارنة مع 2020.
وتابع إن سعر جهاز اللاب توب المجمع بمواصفات بسيطة يبدأ من 6 آلاف جنيه مقابل 2500 خلال العام الماضى.
تأخر وصول الحاويات.. وصعوبة الإفراج الجمركى يفرضان زيادات متباينة
وأشار محمد أحمد، صاحب متجر «الهدى» لتجارة أجهزة الحاسبات، إلى أن السوق تشكو حاليا نقص حركة الاستيراد وصعوبة خروج الحاويات من الموانئ مع توقعات بظهور موجة تضخمية حادة مع بداية العام المقبل تنعكس على ارتفاع أسعار جميع الأجهزة الإلكترونية.
13 ألف جنيه لـ « لاب توب» «جرافيك وفوتوشوب»
وتابع إن سعر جهاز اللاب توب الجديد الذى يمكنه تشغيل برامج جرافيك وفوتوشوب على سبيل المثال يتراوح بين 10 إلى 13 آلاف جنيه بزيادة تصل إلى %20 عن العام الماضى.
وأضاف سيف عادل، مهندس إلكترونيات فى متجر «شامشون» لبيع إكسسوارات وأجهزة اللاب توب، أن سعر أجهزة اللاب توب شهدت ارتفاعا غير مسبوق بنسبة %15 عن العام الماضى وسط حالة ركود تام لمبيعات الإكسسوارات المرتبطة بها.
وأضاف أن أكثر الأجهزة التى يقبل العميل على شرائها تنتمى للعلامتين التجاريتين «لينوفو» و«ديل»، لافتا إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية وتأخر الاستيراد ساهمت بشكل كبير فى ارتفاع أسعار الأجهزة.