أدت الأزمات التى تواجهها صناعة السيارات العالمية والمحلية إلى إعادة تشكيل خريطة سوق السيارات فى مصر، مع تراجع بعض الفئات مقابل تحسن أداء أخرى.
وتواجه الصناعة العالمية والمحلية تحديات كبيرة، أبرزها نقص المكونات واضطراب سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع أسعار الشحن الدولى، فضلًا عن القيود والإجراءات المفروضة على عمليات الاستيراد التى تتسبب فى تحجيم الكميات المفرج عنها.
وتوقع شعبان الحاوى، أحد مستوردى السيارات، أن تتراجع حصة مبيعات الوحدات الأوروبية فى السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، على خلفية تداعيات الأزمات العالمية التى تواجه الصناعة، من ضعف سلاسل الإمدادات من مكونات الإنتاج التى أثرت سلبًا على الطاقة الإنتاجية بمصانع السيارات وعلى رأسها “الأوروبية”.
وأضاف “الحاوى” أن بعض وكلاء السيارات الأوروبية أخطروا موزعيهم بتخفيض الكميات المقرر توريدها لهم خلال الفترة المقبلة، كرد فعل عن تراجع الشحنات المصدرة من قبل المصانع العالمية، والتحديات التى يواجهونها فى عمليات الاستيراد وتباطؤ حركة الشحن الدولى.
من جانبه، قال علاء السبع، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للسيارات ورئيس شركة السبع أوتوموتيف، إن التغيرات فى خريطة السوق تأتى فى ظل أزمات حادة تمر بها صناعة السيارات المصرية والعالمية، فيما يبذل الوكلاء وموزعوهم جهودًا مضنية للاستمرار فى المنافسة وعدم الإغلاق، فى ظل عدم توافر مخزون وصعوبات الاستيراد المرتبطة بقيود فتح الاعتمادات المستندية من جهة وانخفاض الطاقة الإنتاجية للمصانع العالمية من جهة ثانية، بسبب نقص المكونات واضطراب سلاسل الإمداد وصعوبات الشحن الدولى.
يشار إلى أن حصة مبيعات الطرازات الأوروبية فى مصر تراجعت إلى %21.4 بإجمالى نحو 19.8 ألف مركبة خلال النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بنسبة %22.6 بنحو 22.8 ألف فى الفترة المقابلة من العام السابق.
وبحسب التقرير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، اعتلت «فيات» صدارة مبيعات سيارات الأوروبية فى مصر، بعدما تمكنت من تسويق 5634 مركبة خلال تلك الفترة، أعقبتها «بيجو» ثانيًا بواقع 3830 سيارة.
وحلت «رينو» فى المرتبة الثالثة، بإجمالى بيع 3345 مركبة، تلتها «ستروين» فى المركز الرابع بنحو 2192 سيارة.
وجاءت «أوبل» فى المرتبة الخامسة بعدما حققت بيع 2102 مركبة، أعقبتها «لادا» سادسًا بنحو 1900 مركبة.
وحصدت «لاند روفر» المرتبة السابعة، مسجلة بيع 104 سيارات، أعقبتها «ألفا روميو» فى المركز الثامن بواقع 54 مركبة.
وظهرت «جاكوار» فى المرتبة التاسعة بقائمة الماركات الأوروبية الأكثر مبيعًا فى السوق المصرية، مسجلة نحو 22 وحدة خلال الفترة من يناير إلى يونيو الماضى.
فى سياق آخر، رصدت “المال” ترتيب الطرازات الأوروبية الأكثر مبيعًا فى مصر خلال تلك الفترة؛ حيث جاءت “فيات تيبو” فى مقدمة مبيعات سيارات الركوب ذات المنشأ الأوروبى فى السوق المحلية، بعدما تمكنت من بيع وتسليم 5508 مركبات، تبعتها «لادا جرانتا» ثانيًا بإجمالى 1900 سيارة.
وحصدت «رينو ميجان» المرتبة الثالثة بإجمالى نحو 1561 سيارة، تبعتها «بيجو 3008» رابعًا بواقع 1459 مركبة.
وتمركزت «أوبل موكا» فى المرتبة الخامسة بقائمة السيارات الأوروبية الأكثر مبيعًا فى مصر، مسجلة نحو 855 سيارة، تلتها «ستروين C5 إير كروس» سادسًا بـ 776 مركبة.
وظهرت «بيجو 301» فى المرتبة السابعة بعدما حققت بيع 713 مركبة، أعقبتها «رينو لوجان» فى المركز الثامن بإجمالى بيع 667 سيارة.
واحتلت «بيجو 5008» المرتبة التاسعة بقائمة مبيعات السيارات أوروبية المنشأ مسجلة بيع 627 مركبة، تبعتها «بيجو 508» عاشرًا بإجمالى 576 مركبة.
وجاءت «ستروين سى إليزيه» فى المرتبة الحادية عشرة بعدما تمكنت من تسويق 565 سيارة، تلتها «رينو ستيب واى» فى المركز الثانى عشر بواقع 542 مركبة.
وتمركزت «أوبل كورسا» فى المرتبة الثالثة عشرة، بإجمالى نحو 537 سيارة، أعقبتها «نيسان جوك» فى المركز الرابع عشر بواقع 523 وحدة.
فيما صعدت «بيجو 2008» للمرتبة الخامسة عشرة بقائمة الطرازات الأوروبية الأكثر مبيعًا فى مصر، مسجلة نحو 455 سيارة خلال النصف الأول من العام الحالى.
يذكر أن ما يقرب من 13 علامة أوروبية مطروحة داخل السوق المحلية هى «مرسيدس، وبى إم دابليو، وأودى، وسكودا، وسيات، وفولكس فاجن، وفولفو، وDS، وأستون مارتن، وبورش، وبنتلى، ومازيراتى، ومينى» لم تفصح عن حجم مبيعاتها لمجلس معلومات سوق السيارات «أميك».
.. «تويوتا فورتشنر» تخطف صدارة السيارات الرياضية كبيرة الحجم
على صعيد الطرازات الرياضية كبيرة الحجم، خطفت تويوتا فورتشنر صدارة قائمة السيارات الرياضية كبيرة الحجم الأكثر مبيعًا فى مصر خلال النصف الأول من العام الحالى، بعد ارتفاع حصتها السوقية إلى %28.3 مقابل %23.2 أول 5 أشهر من العام.
وسجلت الطرازات الرياضية كبيرة الحجم مبيعات 1652 وحدة خلال أول 6 أشهر من العام، مقابل 1399 وحدة حتى نهاية مايو.
وجاءت تويوتا فورتشنر بالمركز الثالث بالقائمة بحصة بلغت %23.2 بنهاية مايو الماضى، بعد أن كانت فى المرتبة الرابعة بنهاية أول 4 أشهر من العام، لكن بحصة سوقية أقل سجلت %19.5 بنهاية أبريل الماضي؛ فى حين كانت جيلى أوكافانجو فى المركز الأول.
وتراجعت جيلى أوكافانجو إلى المركز الثانى بالقائمة خلال النصف الأول من 2022؛ مع تراجع حصتها السوقية إلى %24.1 من مبيعات الشهور الستة الأولى مقابل %28.4 من المبيعات الإجمالية للفئة خلال أول 5 أشهر.
يذكر أن كلا من فورتشنر وأوكافانجو لا تعتبران سيارتين متنافستين لاختلاف إمكانياتهما وأسعارهما بشكل كبير، لكن كلا منهما يتميز بالحجم الكبير، ويصنف ضمن فئة الطرازات الرياضية متعددة الاستخدامات؛ ولكل منهما جمهوره المستهدف.
وحلت جيب جراند شيروكى فى المرتبة الثالثة بقائمة الطرازات كبيرة الحجم المنتمية لفئة الطرازات الرياضية متعددة الاستخدامات، بواقع %22.1 من المبيعات الإجمالية.
وتنازعت صدارة قائمة الطرازات الأعلى مبيعًا خلال أول 5 أشهر من العام، كل من جيلى أوكافانجو وجيب جراند شيروكى، فقد تصدرت الأولى القائمة خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين، بحصة سوقية تعادل %33.6 من المبيعات الإجمالية للفئة البالغة 602 سيارة؛ لكنها فقدتها خلال مارس الماضى لصالح جيب جراند شيروكي؛ بعد انكماش حصة الأولى السوقية إلى %26 فقط.
فى المقابل؛ كانت جراند شيروكى فى المرتبة الثانية بالقائمة بواقع %28.9 من المبيعات الإجمالية للفئة خلال أول شهرين من العام، لكنها صعدت مع نهاية مارس الماضى إلى المركز الأول بعد وصول حصتها السوقية إلى %36.9 من مجمل مبيعات الفئة.
وبنهاية أبريل الماضى، تراجعت جيب جراند شيروكى من صدارة الفئة إلى المركز الثانى، بعد انكماش حصتها السوقية إلى %24.7 مقابل صعود أوكافانجو للصدارة التى حافظت عليها فى مايو السابق للشهر الثانى على التوالي؛ رغم انكماش الحصة السوقية.
وبنهاية يونيو الماضى، حلت شيرى تيجو 8 بالمركز الرابع بهبوط حصتها السوقية إلى %20.9.
وفى المركز الخامس حلت شيرى تيجو 8 برو بواقع %2.9، وتبعتها تويوتا برادو بحصة سوقية %1.5 من مجمل المبيعات المسجلة خلال أول 6 أشهر من العام الجارى.
ويراهن العديد من الوكلاء المحليين على الطرازات الرياضية متعددة الاستخدامات، إذ تلقى رواجًا فى الطلب بمصر نظرًا لمناسبتها لطبيعة الطرقات المصرية وطابعها الشبابى المميز، ويعتبر العديد من وكلاء العلامات الصينية هذه الفئة فرس الرهان لترويج منتجاتهم فى مصر، وإيجاد موطئ قدم لها بين العملاء مع كثرة الكماليات المتواجدة بها وانخفاض أسعارها، مقارنة بالمنافسين الأمريكيين والأوروبيين والكوريين واليابانيين.