تمكنت شركة أورنج مصر من التحول إلى الربحية بعد 10 سنوات من الخسائر المتتالية، إذ سجلت نموا فى إيراداتها خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة بلغت %7 وتخطط الشركة للتركيز خلال العام المقبل فى تعزيز استثماراتها بمجال خدمات نقل البيانات والمدن الذكية مع دعم تغطية الشبكة فى القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية.
قال أيمن أميرى، نائب الرئيس التنفيذى للقطاع التكنولوجى بالشركة، إن «أورنج» تستهدف التركيز خلال الفترة المقبلة على زيادة التغطية داخل القرى والنجوع فى مدن الدلتا والصعيد وتعزيز الشبكة وخدمات نقل البيانات عبر المحمول (الداتا) وأيضا المناطق التى تحوى كثافة سكانية تزيد عن 5 آلاف، إلى جانب زيادة القدرة الاستيعابية للمحطات فى مدن مثل القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالى.
وأضاف أميرى لـ«المال» أن إجمالى عدد محطات أبراج المحمول المملوكة للشركة يصل إلى حوالى 8 آلاف محطة منها 1000 محطة تم إنشاؤها خلال ما يقرب من عام و%70 منها يدعم خدمات تكنولوجيا الجيل الرابع للاتصالات 4G، لافتا إلى أن الشركة لديها أكثر من 800 متجر (ستور) على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن الشركة جاءت فى صدارة التقارير المحلية والعالمية فى سرعة نقل البيانات لأعوام متتالية طبقا لقياسات تقارير محلية وعالمية، وتسعى للحفاظ على حصتها السوقية عبر سياسات تعتمد على تحديث الشبكات وتقديم حزمة خدمات متكاملة للعملاء، خاصة أن عدد عملاء المحمول فى مصر لا يشهد أى زيادة كبيرة، على حد تعبيره.
تخصيص 4 مليارات جنيه لتطوير الشبكة خلال 2021
وكشف أميرى عن رصد الشركة استثمارات بقيمة 4 مليارات جنيه سنويا لتطوير وتحديث الشبكة، بجانب مخصصات أخرى متعلقة بقطاع تكنولوجيا المعلومات، تصب فى صالح تحسين جودة الخدمة، كما نعمل على تنفيذ خطة توسعية فى السوق المصرية، لتعظيم استثماراتنا ودعم عملياتنا التشغيلية على جميع المستويات، عبر تطوير خدماتنا المقدمة بتكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول بسبب معدلات النمو الملحوظ فى استخدام الإنترنت على الشبكة.
من جانبه، قال هشام مهران، نائب رئيس الشركة لقطاع الأعمال، إن أورنج نجحت فى التحول إلى الربحية مجددا بعد حوالى 10 سنوات من الخسائر المتتالية وحققت الشركة معدل نمو فى إيراداتها خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة بلغت %7.
وتابع مهران: واجهنا بعض التحديات الناجمة عن تفشى فيروس كورونا ومنها صعوبة استيراد الأدوات والمستلزمات لعمليات بناء المحطات، ولكن استطاعت أورنج التعامل مع هذه المتغيرات بفضل مساندة الحكومة من ناحية فى تسهيل الإجراءات وسلاسة سياسات عمل الموردين.
وأضاف أن الشركة تمكنت أيضا من امتصاص الزيادات المفاجئة فى الطلب المتنامى على خدمة البيانات بدون تأثير يذكر على جودة الخدمات المقدمة للعملاء، إضافة إلى زيادة سعات دوائر الاتصالات المحلية والدولية لضمان عدم تأثر الخدمة كأسرع مشغل لخدمات البيانات فى مصر.
وأوضح أن الشركة تعتزم تنويع المحفظة الاستثمارية خلال العام المقبل فى عدد من المجالات بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق معدلات نمو مقبولة على مستوى الإيرادات والأنشطة التشغيلية، عبر زيادة استثماراتها فى مجال البيانات الرقمية والخدمات المالية، خاصة مع النمو الكبير فى قطاع الإنترنت وارتفاع معدلات استخدامه بشكل قياسى خلال الفترة الماضية إلى جانب دعم خدماتها المقدمة بتكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول بسبب معدلات النمو الملحوظ فى استخدام الإنترنت على شبكتها.
توجيه %80 من استثمارات العام الحالى فى خدمات نقل البيانات وزيادة التغطية
وأشار مهران إلى أن الشركة قامت خلال 2020 بتوجيه نحو %80 من حجم استثماراتها فى خدمات نقل البيانات وتغطية معظم المناطق وبناء محطات جديدة فى مختلف المحافظات، كما ستواصل أورنچ دعم القطاع التعليمى والصحى ومشاريع رواد الأعمال والشركات الناشئة وتوفير الدعم المادى والمعنوى للمرأة والفئات الأكثر احتياجا والتى تأثرت سلبيا فى الفترة السابقة ومنها العمالة اليومية.
وكشف أن الشركة تحقق نسبة عائد على خدمات الإنترنت تصل إلى %32 من إجمالى إيراداتها وتمثل نسبة مستخدمى الإنترنت عبر المحمول على الشبكة نسبة %50 مقدرا حجم استثمارات أورنج منذ انطلاق نشاطها محليا فى مصر بنحو 65 مليار جنيه.
وعلى صعيد استعدادات الشركة للموجة الثانية من “كوفيد 19”، قال مهران إن الشركة تنظم عمليات دخول وخروج العملاء من فروعها بطريقة تعتمد على مبدأ التباعد الاجتماعات والمسافات الآمنة وجعل وقت الانتظار للعميل خارج الفرع، وداخل أورنج نفسها تحافظ على تشغيل نسب منخفضة من موظفيها مع اتخاذ جميع التدابير الاحترازية فى جميع فروعها والتى تشمل موظفى خدمة العملاء والدعم الفنى مع تجهيزهم فنيا وتقنيا للعمل من المنزل.
ورأى أنه رغم التداعيات السلبية الناجمة عن الوباء إلا أن قطاع الاتصالات لعب دورا حيويا فى دعم خطط وتوجه الدولة نحو التحول لمجتمع واقتصاد رقمى وتحسين حياة المواطنين.
وأشار إلى أن خطة أورنج ترتكز على التوسع فى خدمات التحول الرقمى وتعزيز خدمات المعاملات المالية بما يتوافق مع المستجدات العالمية فى تحديث الخدمات الإلكترونية والتى ستساهم فى التحول إلى مجتمع لا نقدى تنفيذا لتوجهات الدولة المصرية.
واستطرد: بدأت أورنج فى مواكبة خطة الدولة ومساندتها من خلال دعم الشمول المالى بتوفير خدمات دفع المرتبات لشركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية بكل سهولة وأمان من خلال أنظمة “أورنچ كاش” التى توفر العديد من التعاملات المالية عبر المحمول، مثل: (تحويل الأموال بين الأفراد شحن الرصيد، دفع فواتير المحمول وفواتير الكهرباء والمياه، ودفع التبرعات، وخدمات أخرى مصحوبة بمجموعة من العروض المميزة ذات القيمة المضافة، مما يساهم فى انتشار الخدمة بشكل أسرع داخل مصر.
وأشار إلى أن زيادة استخدام خدمات الدفع عن طريق الهاتف المحمول فى مصر سيساعد فى تعزيز الشمول المالى نظراً لسهولة استخدامها فى أى وقت وأى مكان، إضافة إلى إطلاق العديد من الخدمات الرقمية فى مجال التعليم والصحة ومنها على سبيل المثال منصة التعلم الرقمى التى طرحتها الشركة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتى تستطيع من خلالها المدارس والجامعات إدارة موارد الهيئات التعليمية التابعة لها بسهولة من خلال منصة واحدة، كما وفرت الشركة خدمات الاستضافة والبنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيل وإدارة المنصة الرقمية للدروس الإلكترونية التى أطلقتها الوزارة.
قرب انتهاء تصميمات مركز بيانات العاصمة الإدارية
بالإضافة للاستثمار فى مشروعات المدن الذكية على رأسها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة إذ تعكف الشركة حاليا على بناء مركز معلومات باستثمارات تزيد على 135مليون دولار، ويهدف إلى استضافة جميع منصات المدن الذكية التابعة للعاصمة الإدارية بطريقة مؤمنة ومتكاملة، علما بأن الشركة بصدد الانتهاء من التصميمات الأخيرة لمركز البيانات على أن يتم البدء فى توريد وتركيب الخوادم الرئيسية والشبكات الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع بمجرد الانتهاء من قبول التصميمات لتلك المرحلة.
تجهيز فرق طوارئ متكاملة للتعامل مع موجة الطقس السىء
وعن خطة الشركة لمواجهة موجة الطقس السيء خلال فصل الشتاء، أكد أميرى أن أورنج لديها خطط طوارئ متكاملة للتعامل مع سوء الأحوال الجوية على غرار تجربتها فى مواجهة إعصار التنين بداية العام الحالى عن طريق تجهيز فرق للتعامل مع أى أعطال بالشبكة ناتج عن سوء الأحوال الحورية على مستوى الجمهورية، وتأمين مصادر الكهرباء التى تخدم السنترالات والأبراج والمحطات الحيوية المجهزة بمولدات كهرباء احتياطية مع التأكيد على ملء خزانات الوقود الخاصة بالمولدات.