قررت “أداني إنتربرايزز” الهندية المملوكة لرجل الأعمال الهندي الشهير غوتام أداني اتخاذ خطوة غير مسبوقة، وهي بيع أسهم جديدة بسعر مخفض، لجذب الأسر بالمناطق الريفية بالهند، بحسب وكالة بلومبرج.
ويستهدف الطرح المستثمرين الأفراد عن طريق حثهم على شراء شراء أسهم إمبراطورية “أداني” الممتدة من الموانئ إلى شبكات الكهرباء، مع السماح بالدفع على 3 أقساط أثناء تنفيذ عملية الطرح العام بقيمة 2.5 مليار دولار خلال يناير الجاري، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لواحد من أكثر الأسهم رواجاً في البلاد.
تعتبر عوامل الجذب ضرورية لاستمالة المستثمرين الأفراد لشراء الأسهم التي ارتفع سعرها بما يزيد عن 1400% منذ أوائل 2020.
يرغب صاحب الشركة، رجل الأعمال الهندي غوتام أداني، في استمالة جمهور المستثمرين، وإسكات المنتقدين ممن يشككون في أسباب ارتفاع أسعار أسهم مجموعته، وذلك بعدما أضاف 40 مليار دولار إلى ثروته خلال 2022، بفضل الارتفاع الصاروخي في أسهم شركاته.
تحقق أكبر متابعة طرح عام للأسهم في البلاد العديد من الأهداف، إذ توفر قاعدة المساهمين المتنوعة مصداقية أكبر في سوق الأسهم، وترسخ سمعة أداني كونه منتجاً للثروة لصالح ملايين المستثمرين، وليس لنفسه فقط.
نفوذ متزايد
قد تؤدي زيادة أعداد المساهمين أيضاً إلى توفير مزيد من التغطية التحليلية للأسهم التي تحظى بتعقب ضعيف، حيث تتعقب بياناتها اثنتان فقط من شركات السمسرة.
كما أن استخدام ربع حصيلة الطرح العام لسداد الديون سيؤدي إلى إسكات بعض الانتقادات الموجهة إلى النفوذ المتزايد للإمبراطورية.
جوغيشيندر سينغ، المدير المالي لشركة “أداني إنتربرايزز”، قال للصحفيين الخميس الماضي: “نجاح أداني يعود بالنفع على الهند كلها. فرئيس مجلس الإدارة يريد أن يكون كل هندي قادراً على الاستثمار في أسهمنا”.
واستطرد: بيع الأسهم “يسمح للمجموعة بزيادة مشاركة المستثمرين الأفراد الهنود، حيث يمكن لكل أسرة في المناطق الريفية بالهند الاستثمار فيها”.
أيضاً فإتاحة هذا المستوى من الاستثمار بالنسبة للأفراد يشكل مؤشراً مهماً، ويتعين على قطب الأعمال الهندي تحسين هذا المؤشر أسوة بالمليارديرات المحليين الآخرين.
بلغت حصة صناديق الاستثمار المشتركة المحلية 1.27% لدى “أداني إنتربرايزز” خلال الربع المنتهي في سبتمبر 2022، وهي أحدث فترة تتوافر بشأنها البيانات في البورصات، في حين بلغ إجمالي مساهمة حملة الأسهم 27.37%.
تمتلك صناديق الاستثمار المشتركة المحلية 5.52% من أسهم “ريلاينس إندستريز”، التي تعد أكبر شركة هندية من حيث القيمة السوقية بقيادة موكيش أمباني. وامتلك الأفراد غير المؤسسين 49.43% بـ”ريلاينس” في نهاية سبتمبر 2022.
تاجر ألماس
أداني، الذي بدأ حياته تاجراً للألماس بمومباي في الثمانينيات، يدير الآن مجموعة عملاقة تعمل في مجالات عديدة تشمل الموانئ والمطارات ومناجم الفحم ومحطات الكهرباء.
وبعد فورة تنويع بوتيرة متسارعة، أصبح قوياً حالياً أيضاً في قطاعات الأسمنت والعقارات ووسائل الإعلام، ولديه خطط طموحة في الطاقة الخضراء.
كما أن “أداني إنتربرايزز” حاضنة للشركات الجديدة بالمجموعة، التي يتوسع الكثير منها بسرعة، لتكون جاهزة للطرح العام بين 2026 و2029، وفقاً للمدير المالي سينغ.
دأب أداني على أن تكون إستراتيجية إمبراطوريته العملاقة منسجمة مع المبادرات السياسية للحكومة الهندية، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
توجه نحو العالمية
يسعى الملياردير الآن إلى تعزيز صورة شركته في الوقت الذي تتجه فيه نحو العالمية، وتجذب المستثمرين الأجانب، بما في ذلك: “توتال” و”واربغ بينكوس” (Warburg Pincus).
من شأن عملية بيع الأسهم الضخمة التي تطرحها “أداني إنتربرايزز” تهدئة المخاوف المتعلقة بالطرح العام المحدود للأسهم، وهيمنة عدد قليل من مستثمري المحافظ الأجانب عليها، حسبما قال كرانتي باتيني، كبير استراتيجيي السوق لدى شركة “ويلث ميلز سيكوريتيز” في مومباي.
أضاف باتيني: “هناك عدد قليل جدا من المستثمرين المؤسسيين المحليين والمستثمرين الأفراد في أسهم أداني.. سيساعد الطرح على تحقيق الاستقرار لأسعار الأسهم كذلك، وتوفير الراحة للمستثمرين الجدد”.
“حشد الدعم الجماهيري”
أدرجت شركة أداني الرئيسية في مؤشر “نيفتي 50” خلال سبتمبر 2022 – وهو مؤشر الأسهم الأكثر تتبعاً في البلاد – ما أجبر الصناديق الخاملة على شراء السهم.
يتداول السهم بمضاعف ربحية يزيد عن 141 ضعف أرباحه المتوقعة لعام واحد، في حين يتداول سهم “ريلاينس” عند حوالي 20 ضعفاً، وفقاً لبيانات بلومبرج.
يأمل رجل الأعمال الملياردير أن تجتذب عملية بيع الأسهم، التي ستفتح أبوابها أمام المستثمرين الرئيسيين في 25 يناير، وللأفراد في الفترة من 27 إلى 31 يناير، درجة عالية من اهتمام الرأي العام بفضل البيع مقابل الأسعار المخفضة وخطط التقسيط المعروضة.
قال آرون كيجريوال، مؤسس “كيه أر آي إس” (KRIS)، وهي شركة استشارات استثمارية مقرها مومباي: “الفكرة هي حشد الدعم الجماهيري.. فهم يريدون توسيع قاعدة المساهمين، بما يساعد في تعزيز سمعة الشركة”.