قال أحمد عارفين العضو المنتدب لشركة المصرية للتأمين التكافلى «ممتلكات» إنها حققت نموا بنسبة %18 فى أقساطها خلال العام المالى الماضى 2019/2020 المنتهى فى 30 يونيو الماضى، متجاوزة بذلك التأثير السلبى لفيروس كورونا على الاقتصاد المصرى وقطاع التأمين خلال الربع الرابع من العام المالى الماضى (من 31 مارس وحتى نهاية يونيو الماضى).
وأكد – فى حواره مع «المال» – أن الشركة نجحت فى تجديد اتفاقيات إعادة التأمين الخاصة بها خلال الشهر الجارى بنفس شروط العام الماضى، بجانب زيادة الطاقة الاستيعابية لبعض فروع التأمين، لتلبى توسعات الشركة وعملاءها
خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أنه على الرغم من حاجة الشركة للسيولة لتلبية احتياجات العملاء من تعويضات بجانب سداد عمولات وتكاليف الإنتاج والمصروفات الإدارية، فإن هذا لم يمنعها من التبرع بمبلغ 30 مليون جنيه فى إطار المسئولية المجتمعية لشركات التأمين خاصة شركات التكافل بما يساهم فى تحسين صورة القطاع لدى المجتمع.
وكشف عن أن الشركة تتجه لوضع خطة متحفظة وحذرة خلال العام المالى الجارى 2020/2021 تحسبا للتأثيرات الاقتصادية لفيروس كورونا على بعض الأنشطة الاقتصادية خلال الستة أشهر المقبلة، لحين عودة عجلة الإنتاج للدوران من جديد بنفس قوتها السابقة سواء على المستوى الاقتصادى أو على مستوى شركات التأمين .. و إلى نص الحوار.
953 مليون جنيه أقساط الشركة بنهاية يونيو و1.9 مليار استثمارات
المال : كم حجم أقساط الشركة بنهاية العام المالى الماضى 2019/2020 ؟
عارفين : تشير المؤشرات الأولية إلى تحقيق الشركة 953 مليون جنيه حجم أقساط بنهاية العام المالى الماضى 2019/2020، مقابل 808 ملايين بنهاية العام المالى الأسبق 2018/2019 وبمعدل نمو %18.
المال : كيف حققت الشركة معدل النمو الحالى فى ظل انتشار فيروس كورونا منذ شهر فبراير الماضى ؟
عارفين : ساهمت فروع الشركة الجغرافية على مستوى الجمهورية خاصة الفروع الجديدة فى تحقيق معدل النمو الحالى، بجانب استفادة الشركة من توسع عملائها من البنوك فى الإقراض بما ترتب عليه نمو أقساط تأمين الائتمان لتغطية مخاطر عدم السداد الناتجة عن التعثر.
المال: ما هو تأثير فيروس كورونا على خطة الشركة خلال العام المالى الجارى 2020/2021؟
عارفين: خفضت الشركة توقعاتها حيث إنه من المتوقع انخفاض حجم أقساط الشركة بنسبة 15-%20 خلال العام المالى الجارى 2020/2021، وقد واجهت الشركات تحديين مهمين خلال الفترة الماضية وهما ارتفاع حجم التعويضات وكذلك استفادة العملاء من مبادرة تأجيل سداد القسط لفترة أطول من التى كان مسموحا بها فى الماضى، تسهيلا من الهيئة العامة للرقابة المالية على العملاء لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وهذان العاملان مثلا ضغطا على السيولة بشركات التأمين لسداد التعويضات وكذلك تحمل تأخر سداد العملاء للأقساط .
المال : ما أسباب خفض الشركة لتوقعاتها لنمو الأقساط الخاصة بها خلال العام المالى الجارى 2020/2021 ؟ وما تأثير فيروس كورونا على نشاط التأمين ؟
عارفين : نتيجة لانخفاض حجم السياحة القادمة إلى مصر خلال الفترة الحالية مما سوف يؤثر على التأمين على الفنادق والمنشآت السياحية، بجانب وثيقة تأمينات السفر والتى تأثرت بانخفاض حجم وعدد الرحلات الجوية إلى الخارج، وسوف يلجأ بعض المستثمرين إلى تأجيل توسعاتهم حاليا أما من يتعرض منهم للتوقف أو التعثر فسوف يستغرق بعض الوقت للتعافى و حتى عودة النشاط إلى سابق عهده بنفس القوة والمعدلات السابقة لمستوى النشاط.
وسوف يتفاوت التأثير على فروع التأمين المختلفة وعلى شركات التأمين، حيث إن هناك عددا محدودا فقط من الصناعات التى انتعشت الفترة الماضية مثل قطاع الرعاية الصحية والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، أما باقى القطاعات مثل السياحة وصناعة الملابس الجاهزة فتأثرت بشدة بضعف الإيرادات والمبيعات، وكذلك تأثرت الأنشطة الترفيهية سلبا خلال الفترة الماضية.
المال : متى يتعافى الاقتصاد المصرى وقطاع التأمين من تبعات فيروس كورونا ؟
عارفين: سوف يستغرق الأمر فترة ستة أشهر أخرى لكى يتعافى الاقتصاد المصرى وقطاع التأمين من تبعات الوباء، ليتم استعادة معدلات النمو الإيجابية عما كان عليه الوضع قبل انتشار «كورونا» محليا وعالميا.
المال : ما هى أسباب زيادة حجم التعويضات المسددة خلال الفترة الماضية ؟
عارفين: عندما يكون النشاط الاقتصادى يسير بصورة طبيعية وإيجابية هناك كثير من العملاء لا يسرعون من إجراءات صرف التعويضات الخاصة بهم من شركات التأمين بسبب انشغال العملاء، أما فى حالة بطء النمو أو توقف النشاط لفترة قصيرة فيبحث العملاء عن أى موارد من خلال الإسراع فى الحصول على تعويضاتهم مما يمثل ضغطا على شركات التأمين من خلال دفع تعويضات كثيرة خلال وقت قصير بما يزيد الضغط على السيولة المطلوبة للوفاء بالتزامات الشركات تجاه عملائهم.
وأثر فيروس كورونا خلال الفترة الماضية على النشاط الصناعى فى مصر وكذلك نشاط الاستيراد والتصدير، بجانب ضعف القوة الشرائية للمواطنين خاصة لدى العمالة المؤقتة وعمال اليومية وبعض الفئات التى تأثرت أعمالها بفيروس كورونا وفترة الحظر الجزئى للتجول والإجراءات الاحترازية المتبعة خلال تلك الفترة.
وكلما انخفض الاستهلاك انخفض الإنتاج وتأثرت دورة الإنتاج ككل فى الاقتصاد والشركات بهذا الأمر، حيث وجه جزء كبير من المستهلكين أموالهم نحو السلع الأساسية خاصة شراء الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية، بينما انخفض الطلب على الملابس الجاهزة .
المال : كيف تعاملت شركات التأمين خلال فترة الحظر مع الإجراءات الاحترازية لتقليل معدل الإصابة بفيروس كورونا ؟
عارفين : تكبدت شركات التأمين مصروفات إضافية لتوفير مستلزمات الوقاية والنظافة مثل الكحول والمطهرات المختلفة والكمامات بجانب أجهزة قياس الحرارة للعاملين وكذلك العملاء المترددين على الشركة بجانب الكشف الطبى على العاملين بالشركات وتحمل الشركات نفقات العلاج الطبى للعاملين بالمصابين بفيروس كورونا، وذلك فى ظل ارتفاع أسعار المنظفات والمطهرات والمستلزمات الطبية خلال هذه الفترة، مما أدى إلى زيادة حجم المصروفات بشركات التأمين دون تأثر مزايا العاملين وأجورهم.
كما تأثرت الشركات بنظام المناوبة فى العمل من خلال عملها بنصف قوتها من العمالة وقيام باقى العاملين بالعمل من المنزل، فهناك بعض الأعمال لا يمكن إنجازها فى المنزل مثل طباعة الوثائق أو تسليمها للعملاء، أو إرسال مخاطبات عبر البريد العادى وغيرها من الأعمال التى تتطلب الحركة والتنقل فى الشارع والتعامل المباشر مع العملاء، خاصة عمليات مناقشة وتسوية ملفات التعويضات للعملاء والتى تتطلب أخذ ورد بين الشركة والعميل.
وبدأت الشركات فى العمل بكامل قوتها بعد قرارات الحكومة الأخيرة بفتح الاقتصاد، حيث عاد كل العاملين لمكاتبهم مع اتباع إجراءات احترازية مثل استخدام المطهرات وارتداء الكمامات الواقية.
المال : كيف تعاملت الشركة مع مد مهلة سداد الأقساط للعملاء ؟
عارفين : تأثرت الشركات بفترة توقف وحدات المرور والتراخيص مما أثر على عمليات التأمين الإجبارى والتكميلى على السيارات الجديدة والمستعملة، وكذلك انخفاض مبيعات السيارات مما أثر على فرع تأمينات السيارات، خاصة توقف السيارات العاملة فى نشاط السياحة، وكذلك انخفاض عمل سيارات النقل العاملة فى المصانع وعمليات نقل البضائع، لذا فإن توقف أى نشاط اقتصادى يؤثر على باقى الأنشطة الاقتصادية المرتبطة معه بشبكة المصالح والعلاقات.
والشركات راعت ظروف العملاء عند استحقاق موعد سداد القسط للتيسير على العملاء فى ظل ما واجهوه من أزمة نتيجة لفيروس كورونا، وشركات التأمين رحبت بهذا الإجراء للحفاظ على عملائهم والوقوف بجانبهم وقت الأزمة.
وشركات التأمين تستخدم السيولة التى لديها لسداد التعويضات وكذلك سداد عمولات وتكاليف الإنتاج والمصروفات الإدارية، ويتم استثمار باقى المبالغ والحصول على عائد منها ، وكلما زادت التعويضات والعمولات والمصروفات الإدارية كما أثر ذلك سلبا على حجم الاستثمار وبالتالى عوائد الاستثمارات.
المال: هل انخفض معدل العائد على الاستثمار نتيجة لفيروس كورونا ؟
عارفين: لم يتأثر عائد الاستثمار بصورة كبيرة خلال العام المالى الماضى 2019/2020 لأنه خلال 9 شهور من هذا العام المالى حتى 31 مارس الماضى كانت الأمور تسير إلى حد ما بصورة عادية، بينما كان التأثير الأكبر خلال الربع الأخير من العام المالى من نهاية مارس وحتى نهاية يونيو الماضيين.
176 مليونا عوائد الاستثمار حتى نهاية مارس الماضى
المال: كم تبلغ حجم محفظة استثمارات الشركة حاليا ؟ وعوائد الاستثمارات؟
عارفين : بلغ حجم استثمارات الشركة 1.745 مليار جنيه حتى نهاية مارس الماضى ، مقابل 1.457 مليار فى 30 يونيو 2019، بزيادة 288 مليونا جنيه خلال 9 شهور فقط والمؤشرات تشير إلى بلوغها 1.85 مليار فى نهاية يونيو 2020 تقريبا، فيما بلغ حجم العائد على الاستثمار بنهاية مارس الماضى 176 مليونا مقارنة مع 135 مليونا بنهاية يونيو 2019.
المال : كم حجم رأس المال المدفوع للشركة حاليا ؟ وهل هناك خطة لزيادته خلال العام الحالى ؟
عارفين : يبلغ رأس المال المدفوع حاليا 230 مليون جنيه، وشركات التأمين خلال الفترة الحالية تدرس أمرين إما دعم المخصصات الفنية أو زيادة رءوس أموالها، إذ كان هناك نقاش وحوار بين الهيئة العامة للرقابة المالية وشركات التأمين لدعم الملاءة المالية بهدف زيادة هامشها فى الحدود الآمنة، ليكون أعلى من المعدلات التى تنص عليها الحسابات الاكتوارية، للتحوط خلال الفترة الحالية وتحسبا لأى مستجدات طارئة خلال الفترة القادمة تؤثر على نمو الشركات وربحيتها.
وهناك اقتراحان يتم دراستهما حاليا إما دعم الملاءة المالية والمراكز المالية لشركات التأمين من خلال زيادة المخصصات الفنية أو عبر ضخ زيادات فى رءوس الأموال ولم تستقر الشركات على أى من المقترحين السابقين حتى الآن.
المال: أيهما أفضل دعم المخصصات الفنية أم زيادة رءوس الأموال ؟
عارفين : تحتاج الشركات من إعفائها من المال الواجب المقابل لهذه الزيادة فى المخصصات التى تزيد عن النسبة المطلوبة وفقا للحسابات الاكتوارية، حتى تكون هناك مرونة وهامش حرية للشركات فى استثمار الزيادة فى حجم المخصصات، خاصة فى ظل تحمل شركات التأمين نصيب شركات إعادة التأمين من المخصصات، فمثلا إذا كانت شركة التأمين تحتفظ بحوالى %35 من القسط وتعيد %65 لدى شركات الإعادة فإن الوضع الحالى هو احتفاظ شركة التأمين بمخصصات مقابلة لـ %100 من القسط وليس %35 التى تمثل حصة الشركة، مما يمثل ضغطا على شركات التأمين حيث تنتظر الشركات قانون التأمين الجديد لمعالجة هذا الأمر.
وهذه الأموال المخصصة لا تستطيع شركات التأمين التصرف فيها دون الرجوع إلى «الرقابة المالية»، فعلى سبيل المثال إذا كان استثمار جزء من هذه الأموال فى شهادات استثمار وانتهت مدتها لبلوغها الاستحقاق فلا تستطيع الشركة تجديد هذه الشهادات والإفراج عن الشهادات القديمة دون قرار من «الرقابة المالية».
المال : ما هى أبرز نتائج تجديدات اتفاقيات إعادة التأمين خلال الشهر الجارى؟
عارفين: تجدد الشركة اتفاقيات الإعادة الخاصة بها فى يوليو من كل عام، على عكس الكثير من شركات التأمين والتى تجدد اتفاقياتها خلال شهر يناير من كل عام، ونجحت الشركة فى تجديد اتفاقياتها مع المعيدين بنفس شروط العام الماضى، بجانب زيادة الطاقة الاستيعابية فى بعض فروع التأمين مثل تأمينات الحوادث والمسئوليات وكذلك التأمين الهندسى ليتناسب مع احتياجات الشركة وعملائها، ولم يحدث تشدد فى اتفاقيات إعادة التأمين رغم ما واجهته من تبعات فيروس كورونا وتأثيره على أسواق الأسهم وعوائد الاستثمار على مستوى العالم، لأن هذه الشركات لا تعتمد على عوائد الاستثمار فى عملها بسبب انخفاض عوائد الاستثمار فى الأسواق المتقدمة ولا يتعدى 1.5إلى %2 لذا لا يعولون على عائد الاستثمار مثل شركات التأمين المصرية وغيرها من الشركات فى الأسواق الناشئة التى يوجد بها عوائد استثمار مرتفعة، لذا تسعى شركات الإعادة للربح من التأمين بسبب انخفاض عوائد استثمارها حتى فى الظروف العادية.
المال : من هم أبرز معيدى التأمين الذين جددت معهم الشركة اتفاقياتها ؟
عارفين : تضم قائمة المعيدين الذين تعاقدت معهم الشركة كلا من «هانوفرى رى» الألمانية للتأمين لإعادة التأمين، و«سكور» الفرنسية للتأمين وإعادة التأمين والأفريقية لإعادة التأمين، و«جى آى سى» الهندية و«بيرنتس رى» (لبنان) و«سعودى رى» السعودية، بجانب «CCR» الفرنسية و «كوريا رى» الكورية و«إكو رى» السويسرية و «SCR» المغربية.
اعتماد وثائق جديدة فى البحرى والحريق وارتفاع الفروع الجغرافية إلى 13
المال : كم عدد فروع الشركة وخطط التوسع خلال الفترة المقبلة ؟
عارفين : حاليا لدى الشركة المقر الرئيسى ومكتب السيارات بجانب فروع فى مناطق التجمع الخامس ومدينة نصر والمقطم ومصر الجديدة، والغردقة وسوهاج وأسيوط، والإسكندرية وبورسعيد والمنصوورة وطنطا، لذا الشركة لديها 13 فرعا جغرافيا حاليا.
والشركة تنتظر الانتهاء من وضع موازنة العام المالى 2020/2021 قبل تحديد خطة الفروع خلال الفترة المقبلة.
95 مليونا نصيب المشتركين من الفائض حتى نهاية الربع الثالث
المال: كم حجم نصيب المشتركين من فائض النشاط خلال العام الماضى ؟
عارفين : بلغ نصيب المشتركين من فائض النشاط فى نهاية مارس 2019 حوالى 92.6 مليون جنيه، فى حين يبلغ نصيب المشتركين من فائض النشاط فى نهاية مارس الماضى 95.1 مليون.
المال: كم عدد وثائق التأمين الجديدة التى اعتمدتهم الشركة خلال الفترة الماضية ؟
عارفين: حصلت الشركة على اعتماد «الرقابة المالية» على عدة وثائق فى فروع التأمين البحرى وكذلك تأمينات الحريق.
30 مليونا تبرعات ضمن المسئولية المجتمعية لشركات التأمين
المال: كم حجم المبالغ التى وجهتها الشركة للعمل الخيرى والمسئولية المجتمعية ضمن فائض النشاط المتراكم منذ سنوات وفقا لتوجيهات «الرقابة المالية» ولجنة الرقابة الشرعية بالشركة ؟
عارفين: وجهت الشركة 30 مليون جنيه للمسئولية المجتمعية منها 10 ملايين لمستشفى الحسين الجامعى، و10 ملايين جنيه للصندوق الخيرى لذوى الإعاقة و5 ملايين لمستشفى 57357 و 5 ملايين لمستشفى أهل مصر للحروق.
وهذه التبرعات الخاصة بالمستشفيات هى عينية عبر التكفل بوحدات معينة تكون فى صورة أصل إهداء من الشركة تحمل اسم الشركة، أما فيما يتعلق بالصندوق الخيرى لذوى الإعاقة فيكون التبرع فى صورة أسهم غير مستردة بدون عائد فى صورة تبرع.
وتلك التبرعات ساهمت فى تحسين صورة شركات التأمين خاصة العاملة بنظام التكافل والتى لها دور مجتمعى كبير.