خروج أبراج من الصورة يفتح المجال للمنافسين.. ويساهم في خفض التقييمات
أزمة الأسواق الناشئة لا تعيق الاستثمار.. والفيصل الشركة والقطاع
أكد أحمد بدر الدين، الشريك السابق لمجموعة أبراج جروب للاستثمار المباشر، ونائب رئيس مجموعة كليوباترا للمستشفيات، ونائب رئيس شركة تعليم للخدمات التعليمية، أن نظرته للاقتصاد المصرى إيجابية، بدعم من عدة عوامل فى مقدمتها تراجع معدل التضخم خلال الفترة الأخيرة، الذى يتوقع أن يصل إلى %10 أو أقل خلال 6 أشهر المقبلة، مؤكدا أن التضخم لم يعد ضمن التحديات الرئيسية التى تواجه الاقتصاد المصرى.
تابع أن سعر صرف العملة المحلية مستقر منذ أكثر من عام، الأمر الذى يعد ضمن أهم العوامل الجاذبة للاستثمار الأجنبى إلى السوق المحلية، وتوقع أن يحقق الاقتصاد المصرى معدلات نمو لا تقل عن %4 ولا تزيد عن %7 خلال الفترة المقبلة.
أوضح أن قطاعات الصحة، والتعليم، والأغذية، والتجزئة، الأسرع نموا خلال الفترة المقبلة، لا سيما أنه منتظر أن تتحسن الأجور ما ينعكس على القوى الشرائية ويصب بدوره فى ارتفاع الطلب على منتجات تلك القطاعات.
أكد بدر الدين أن مستثمرين أجانب مهتمين بالسوق المصرية بشكل كبير، ولكن يوجد بعض التخوفات من القيود التى تفرضها الجهات التنظيمية على بعض القطاعات مثل الصحة والتعليم، متابعا أن الاستثمار بهذه المجالات يكون عادة طويل الأجل وإعادة توظيف الأرباح فى تكبير وتوسيع المشروعات، وتحقيق العائد على المدى الطويل.
قال إن وضع السوق المصرية أفضل من بعض الأسواق فى المنطقة مثل السعودية و الإمارات اللذان يواجهان بعض المشاكل خلال الفترة الراهنة، وسوق تونس أيضا.
ذكر أن العائد على الاستثمار بقطاع المستشفيات تراجع بعد التعويم ليصبح 10 إلى %15 على أقصى تقدير، مؤكدا أن الكيانات الكبيرة لديها فرص لتحقيق عائد أفضل من نظيرتها الصغيرة أو حديثة التأسيس، متابعا أن معدل العائد من الاستثمار فى القطاع قبل التعويم كان يتخطى %20.
أوضح أن الفارق بمعدل العائد على الاستثمار نتج عن أن القوى الشرائية للمستهلكين تراجعت بعد التعويم فباتت لا تكفى لتغطية تكاليف الاستثمار فى المستشفيات، التى تتضمن شراء عقارات وأجهزة طبية، وتحقيق الربح لأصحاب المشروع.
ذكر أنه بشكل عام قطاع المستشفيات لديه فرص نمو كبيرة سواء على صعيد عدد الأسرة الذى يتزايد تدريجيا، أو على صعيد الأسعار التى تنمو 5 إلى %6 سنويا، ومن ثم فإن الأداء يعتبر جيدا بشكل عام.
تابع بدر الدين أن قطاع الأدوية يوجد به فرص استثمار كبيرة، فى ظل النقص ببعض الأصناف مثل الأورام وغيرها، مضيفا أن معدل العائد من الاستثمار بهذا المجال يتجاوز %20 .
عن وضعية الاستثمار المباشر فى المنطقة بعد اختفاء مجموعة أبراج من الخريطة الاستثمارية، قال بدر الدين إن خروج لاعب رئيسى من الصورة يؤدى إلى أمرين الأول دخول كيانات منافسة لسد الفجوة، واحتلال نفس المكانة، كما يساهم فى انخفاض تقييمات الفرص الاستثمارية لتعود إلى مستوياتها الطبيعية، فعلى سبيل المثال ظهر فى الفترة الأخيرة اهتمام من كيانات عالمية كبرى بالاستثمار فى المنطقة، وبصفة خاصة السوق المصرية.
قال إنه يوجد أموالًا كثيرة لدى شركات الاستثمار المباشر، التى تتطلع لاقتناص صفقات فى اسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن الفرص الاستثمارية الجيدة المتاحة محدودة جدا، وتلك هى المشكلة الرئيسية، لا سيما أن صناديق الاستثمار المباشر تبحث عن كيانات قائمة فعليا، وحققت نجاحات لكى تدخل فيها، ولا تفضل الشركات حديثة التأسيس.
رأى أن الحديث عن أزمة الأسواق الناشئة فى الفترة الأخيرة لا يعيق الاستثمار المباشر فى شئ، وأن الفيصل فى هذا الأمر القطاع الذى يتم الاستثمار فيه، والوضع المالى للشركة محل الاستثمار.
عن اتجاه الحكومة المصرية لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية خلال الفترة الحالية، قال بدر الدين إن البورصة أفضل اختيار لبيع نسب من حصص الحكومة بالشركات العامة، فى ظل إتاحة إمكانية التداول على الأسهم للجميع، ودخول الأجانب فى مثل تلك الطروحات يعتمد على قوة المراكز المالية للشركات التى يتم طرحها.
تطرق لشركة «تعليم» التى يتولى نائب رئيس مجلس إدارتها قائلا إن الشركة يرأس مجلس أمناءها محمد الرشيدى، والتركيز حاليا على تكبير وتوسيع استثمارها الرئيسى المتمثل فى جامعة النهضة، التى افتتحت مؤخرا أول كلية طب بشرى فى الصعيد، مؤكدا أن الشركة تركز على إعادة استثمار أرباحها فى توسيع وتكبير الجامعة، وإضافة تخصصات جديدة، وهى لا تزال تتبع مستثمرى صناديق مجموعة أبراج جروب.
بدأت جامعة النهضة من خلال تأسيس 6 كليات كبرى منها 3 كليات علمية هم الصيدلة، وطب الفم والأسنان، والهندسة، و3 كليات نظرية هى علوم الحاسب الآلى، والإعلام والعلاقات العامة، والتسويق وإدارة الأعمال، ويدرس بالجامعة نحو 5200 طالب، ويتخرج منها سنويا ما بين 1100- 1200 طالب سنويا من مختلف الكليات.
قال بدر الدين إن قطاع التعليم يرتبط بشكل أساسى بالجنيه وليس بالدولار، ويوجد رؤوس أموال كبيرة تبحث عن فرص بالقطاع المتوقع أن ينمو بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، فى ظل تزايد الإقبال على خدماته علاوة على أن معدلات إعمار المصريين تشير إلى أن تزايد الطلاب الوافدين إلى المدارس والجامعات كل عام، مشيرا إلى أن الحكومة تتدخل فى سياسات التسعير للمدارس، ما يضع حدود قصوى للأسعار.