تدرس شركة «هاير» للأجهزة الكهربائية ضخ استثمارات بقيمة 50 مليون دولار للتوسع فى أسواق شمال ووسط أفريقيا والدول العربية خلال الثلاث سنوات المقبلة انطلاقا من مصر كمركز محورى للتصنيع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف إتاحة منتجاتها لكل فئات المستهلكين والتجار.
وكشف أحمد الجندى ، مدير عام هاير فى مصر، عن إستراتيجية العام الجارى والتى ترتكز على ثلاثة محاور أولها: إضافة تقنيات جديدة لأجهزتها مثل الثلاجات والغسالات والديب فريزر، وثانيها: دعم تعزيز الاستثمارات وسلاسل الإنتاج ، وثالثها يتمثل فى دمج مصر ضمن الاتفاقات التجارية مع الدول العربية ودول «الكوميسا» ومجموعة «البريكس BRICS» التى تتضمن خمس دول هى الأسرع نموا اقتصاديا فى العالم وهى البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا .
ننتج 300 ألف جهاز تكييف سنويا..ونفاضل بين 4 مواقع لإقامة مستودع تخزين
وأوضح لـ«المال» أن «هاير» تمتلك مصنعا بالشراكة مع مجموعة راية القابضة للاستثمارات المالية على مساحة 15 ألف متر مربع فى مدينة السادس من أكتوبر باستثمارات تصل إلى 200 مليون جنيه ممولة ذاتيا وبدأ العمل خلال شهر مارس الماضى من أجل توطين صناعة الأجهزة الكهربائية بالسوق المصرية بنسبة مكون محلى تصل إلى %63 ، لافتا إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تقدر بنحو 300 ألف جهاز تكييف سنويا تبدأ من 1.5 حصان وحتى 5 أحصنة ويعتمد على أحدث تقنيات التصنيع ،كما ساهم فى توفير 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة .
فى سياق متصل، أكد أن شركته تفاضل حاليا بين 4 مواقع هى العين السخنة والعاشر من رمضان والسادس من أكتوبر ومدينة السادات بالمنوفية لإنشاء مستودع خاص بها فى ظل رغبتها لإلغاء الاعتماد على مصادر خارجية، متوقعا انتهاء الأعمال الإنشائية قبل نهاية العام الجارى أو بداية 2023 على أقصى تقدير .
القاهرة تستحوذ على %40 من مبيعات «الكهربائية» و%25 لـ«الدلتا»
وأضاف أن القاهرة تستحوذ على %40 من مبيعات سوق الأجهزة الكهربائية فى مصر تليها الدلتا بنسبة %25 ثم الإسكندرية بنسبة %10 مما يجعل السوق متمركزا بنسبة %75 فى منطقة القاهرة الكبرى والإسكندرية لذلك تسعى الشركة لبناء المستودع الجديد بالقرب منها بهدف تيسير حركة الوصول للأسواق وعملية النقل، بالإضافة إلى القرب الجغرافى من الموانيء سواء ميناء الإسكندرية أو العين السخنة .
وكشف عن اعتزام الشركة مضاعفة عدد مراكز الخدمة التابعة لها من 30 إلى 60 مركزا، علاوة على تقليل المدة الزمنية فى أعمال الصيانة وتركيب قطع الغيار والتى تتراوح غالبا بين 15 إلى 10 أيام لتصل إلى 7 أيام فى إطار خطتها للارتقاء بمستوى خدمات ما بعد البيع .
على صعيد آخر ، رأى «الجندى» أن ارتفاع أسعار المواد الخام وعلى رأسها معدن الألومنيوم بنسبة %40 ساهم فى زيادة النفقات التشغيلية وأثر بالسلب على حجم أعمال الشركة خاصة وأن «هاير» تعتبر شركة ناشئة فى مصر مضى على تأسيسها قرابة عامين ، مشيرا إلى أن أسعار الشحن العالمى ارتفعت كذلك بواقع 8 أضعاف للحاوية الواحدة لتقفز من 2000 دولار إلى 16 ألف دولار الأمر الذى يشكل تحديا كبيرا لأى شركة خاصة الناشئة منها.
خطة لتعزيز تعاقدات «B2B».. وإنشاء مقر بالعاصمة الإدارية الجديدة
ولفت إلى أن الشركة تمكنت رغم جائحة كورونا من تحقيق نمو فى حجم أعمالها خلال العام الماضى بمعدل 4 أضعاف 2020 وتستهدف خلال 2022 زيادة حجم الأعمال بواقع 3 أضعاف من خلال التوسع فى التعاقدات مع الشركات “B2B” وعمليات التوريدات للجهات الحكومية وخاصة أجهزة التكييفات ، مبينا أن الوباء أدى إلى تغيير سلوك المستهلكين حول العالم وزاد معدل الإقبال على شراء المنتجات المعنية بالنظافة العامة ودفع من 15إلى %20 من المستهلكين المصريين للشراء أونلاين عبر مواقع التجارة الإلكترونية.
و نوه عن خطة «هاير» إنشاء مقر لها داخل العاصمة الإدارية الجديدة فى غضون الأعوام المقبلة وتبحث توفير تكييفات صديقة للبيئة بسعات كبيرة تتوافق مع تطلعات المستهلكين فى المستقبل القريب، نافيا وجود أى نوايا لدى شركته لزيادة أسعار منتجاتها، خاصة وأنها تهدف إلى بناء جسور الثقة مع عملائها وتنفيذ تجربة ناجحة فى السوق المصرية على المدى البعيد.
وأشار إلى أن أكبر التحديات التى تواجه شركة «هاير» فى الفترة الاخيرة بمصر هى ارتفاع أسعار المواد الخام لذا بدأت «هاير» فى دراسة حلول واستبدال المواد الخام باهظة الثمن بأخرى بثمن أقل مع ضمان عدم الإخلال بجودة المنتج، ومن المنتظر الانتهاء منها خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 5 شهور، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الجمارك الأمر الذى دفع بشركة «هاير» لتوقيع اتفاقيات مع شركات أخرى لإنتاج منتجاتها لدى الغير تحت اسم «ODM Agreements» مع كبار مصنعى السوق والتى تنص على تصنيع المنتج الخاص بالشركة لدى الغير مع إضافة تعديلات بسيطة .
لا نية لزيادة أسعار المنتجات.. ولدينا مخزون كاف من الرقائق الإلكترونية
و أكمل أن الشركة تعتزم إنشاء «Industrial Park» مجمع صناعى فى مصر على غرار تجربتها فى السوق الهندية، لافتا إلى أنها تمتلك مخزونا آمنا من الرقائق الإلكترونية تكفى لتصنيع أجهزتها فى ظل الدعم الممنوح لها من الشركة الصينية الأم والتى تنظر إلى مصر كبوابة لأفريقيا.
وأعلن عن استهداف الشركة الاستحواذ خلال العام المقبل على%10 من مبيعات سوق التكييفات بمصر و%5 من باقى الأجهزة الكهربائية الأخرى مثل الثلاجات والغسالات وغيرها ، مقدرا عدد عملاء «هاير» حاليا بنحو 400 متجر وتسعى للوصول إلى 600 كما تعتمد فى تسويق منتجاتها على أسلوب البيع المباشر للعملاء والتجار أو المؤسسات دون تعيين شبكة وكلاء معتمدين.
يذكر أن «هاير» هى شركة صينية تأسست خلال عام 1984 وتعمل فى مجال إنتاج الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ، ولديها 10 مراكز للبحث والتطوير و25 مجمعا صناعيا و122 مصنعا و106 مراكز تسويقية حول العالم، وفى عام 2019 تم إدراجها ضمن قائمة أفضل 100 شركة معلومات إلكترونية داخل الصين .
كما تمتلك أيضا عددًا من العلامات التجارية للأجهزة الذكية ، بما فى ذلك «Haier» و«Casarte» و«Leader» و«GE Appliances» من الولايات المتحدة و«Fisher & Paykel» من نيوزيلندا و«AQUA» اليابانية و«Candy» الإيطالية.