أحلى‭ ‬الأوقات‭.. ‬الهروب‭ ‬الكبير

أحلى‭ ‬الأوقات‭.. ‬الهروب‭ ‬الكبير
حازم شريف

حازم شريف

11:48 ص, الأحد, 4 أبريل 04

فى‭ ‬البداية‭ ‬ينبغى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أعترف،‭ ‬حين‭ ‬أشاهد‭ ‬فيلماً‭ ‬لـ«هالة‭ ‬خليل‮»‬،‭ ‬يختلط‭ ‬داخلى‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬المقاومة، الأولى‭ ‬تعمل‭ ‬ضد‭ ‬شعورى‭ ‬بالانحياز‭ ‬المسبق‭ ‬لها،‭ ‬بحكم‭ ‬الانتماء‭ ‬لنفس‭ ‬الجيل،‭ ‬وتقاسم‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬والخبرات‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬أصدقاء‭ ‬العمر، والثانية‭ ‬تتولد‭ ‬تلقائياً،‭ ‬كى‭ ‬تسعى‭ ‬لخفض‭ ‬سقف‭ ‬توقعاتى‭ ‬المرتفع‭ ‬دائماً،‭ ‬تجاه‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬بصدد‭ ‬إبداعه،‭ ‬وما‭ ‬أنا‭ ‬مقدم‭ ‬على‭ ‬تلقيه‭.‬
ولسوء‭ ‬حظ‭ ‬هالة‭ ‬معى‭- ‬أو‭ ‬المخرجة‭ ‬كما‭ ‬تعودت‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭- ‬فإن‭ ‬كلتا‭ ‬المقاومتين،‭ ‬لا‭ ‬تعملان‭ ‬فى‭ ‬صالحها‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭.‬
فالأولى‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تدفعنى‭ ‬إلى‭ ‬الإفراط‭ ‬فى‭ ‬الانتقاد‭- ‬لا‭ ‬النقد‭- ‬بهدف‭ ‬إبراء‭ ‬ذمتى‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬التحيز‭. ‬أما‭ ‬الثانية‭ ‬فغالباً‭ ‬ما‭ ‬تفشل‭ ‬فى‭ ‬منع‭ ‬بعض‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬التسلل‭ ‬إلى‭ ‬الأعماق،‭ ‬مهما‭ ‬ارتفع‭ ‬مستوى‭ ‬العمل‭ ‬الفنى‭… ‬ببساطة‭ ‬لأننى‭ ‬انتظر‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭.‬
فى‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬لا‭ ‬يكبر‭ ‬مهما‭ ‬تقدم‭ ‬بنا‭ ‬العمر
، فى‭ ‬الوعي‭ ‬واللا‭ ‬وعي،‭ ‬حنين‭ ‬جارف‭ ‬لسنوات‭ ‬البراءة‭ ‬الأولى،‭ ‬رغبة‭ ‬عارمة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تستمتع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بالمذاق‭ ‬الصافى‭ ‬لطعم‭ ‬السعادة،‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تنعم‭ ‬بكونك‭ ‬غير‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬نفسك‭ ‬وأفعالها،‭ ‬أن‭ ‬تتمرغ‭ ‬فى‭ ‬راحة‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬تجاه‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬قيمة‭ ‬تحافظ‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬مبدأ‭ ‬أو‭ ‬مصلحة‭.‬
البعض‭ ‬يهرب‭ ‬مباشرة‭ ‬تجاه‭ ‬طفولته،‭ ‬والبعض‭ ‬يجد‭ ‬الملاذ‭ ‬فى‭ ‬طفولة‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬معادل‭ ‬للأم‭ ‬الغائبة‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ ‬الراحل،‭ ‬فى‭ ‬حضن‭ ‬زوجة‭ ‬أو‭ ‬صديقة‭ ‬أو‭ ‬زوج‭ ‬أو‭ ‬صديق‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬علاقة‭ ‬عابرة‭.‬
ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭.. ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬آخرين‭ ‬ينتظرون‭ ‬سعادتهم‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬بينما‭ ‬يوجد‭ ‬بشر‭ ‬يعيشون‭ ‬ويموتون،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطرحوا‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬مجرد‭ ‬السؤال‭.‬
للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬يبدو‭ ‬الموضوع‭ ‬الذى‭ ‬يطرحه‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬أحلى‭ ‬الأوقات‮»‬‭ ‬بسيطاً‭.‬
ثلاث‭ ‬بطلات،‭ ‬أولاهن‭ ‬سلمى‭.. ‬منذ‭ ‬انتقلت‭ ‬بها‭ ‬أمها‭ ‬إلى‭ ‬مسكن‭ ‬زوجها‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬ضاحية‭ ‬المعادى،‭ ‬وهى‭ ‬تعزل‭ ‬نفسها‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬أرادت‭ ‬الأم‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ،‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬جداراً‭ ‬صلداً،‭ ‬يحجب‭ ‬عن‭ ‬ابنتها‭ ‬رؤية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بذكريات‭ ‬طفولتها‭ ‬‮«‬السعيدة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬عاشتها‭ ‬فى‭ ‬شبرا،‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الشعبية‭ ‬المزدحمة‭ ‬بالبشر‭ ‬والحكاوى‭ ‬والحواديت‭.‬
كلما‭ ‬ارتفع‭ ‬الجدار،‭ ‬كلما‭ ‬تشرنقت‭ ‬سلمى‭ ‬فى‭ ‬عزلتها،‭ ‬ترفض‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬تكاد‭ ‬تختبيء‭ ‬فى‭ ‬عدساتها‭ ‬اللاصقة،‭ ‬فلا‭ ‬تلحظ‭ ‬حتى‭ ‬ملامح‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬جيران‭.‬
ولحظة‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬أمها‭ ‬فى‭ ‬حادثة‭ ‬عبثية،‭ ‬تتكشف‭ ‬لها‭ ‬حقيقة‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬الرابط‭ ‬الإنسانى‭ ‬الوحيد‭ ‬لها‭ ‬بالحياة، وعبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التى‭ ‬تصل‭ ‬لها‭ ‬تباعاً،‭ ‬تبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬فى‭ ‬الماضى،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬الرسائل‭ ‬المجهول‭.‬
تتعرف‭ ‬عليها‭ ‬صديقتها‭ ‬القديمة‭ ‬‮«‬ضحي‮»‬‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬بالغ‭ ‬الرقة،‭ ‬البطلة‭ ‬الثانية‭ ‬نموذج‭ ‬آخر‭ ‬للهروب‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬سلمى‭ ‬تهرب‭ ‬إلى‭ ‬السعادة‭ ‬فى‭ ‬الماضى،‭ ‬فإن‭ ‬ضحى‭ ‬ترنو‭ ‬إليها‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬السينما،‭ ‬تتطلع‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬نجمة،‭ ‬حتى‭ ‬قبلة‭ ‬خطيبها‭ ‬لا‭ ‬تشبعها،‭ ‬وتتطلع‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬حقيقية،‭ ‬تنالها‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الشريف‭ ‬أو‭ ‬رشدى‭ ‬أباظة‭!‬
تذهب‭ ‬البطلتان‭ ‬إلى‭ ‬يسرية،‭ ‬الضلع‭ ‬الثالث‭ ‬فى‭ ‬مثلث‭ ‬شلة‭ ‬الطفولة،‭ ‬نموذج‭ ‬للمرأة‭ ‬المقهورة،‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬رفاهية‭ ‬الهروب‭ ‬سواء‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬أو‭ ‬الأمام، ‬زوج‭ ‬يمارس‭ ‬ذكورته‭ ‬فى‭ ‬جانبها‭ ‬السلطوى‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬امرأة‭ ‬لا‭ ‬تطلب‭ ‬الكثير،‭ ‬ولا‭ ‬يتورع‭ ‬عن‭ ‬التلويح‭ ‬بالطلاق‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬لدرء‭ ‬مخاطر‭ ‬أى‭ ‬نزعات‭ ‬تمردية‭.‬
تتشارك‭ ‬البطلات‭ ‬الثلاث‭ ‬فى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬كاتب‭ ‬الرسائل‭ ‬المجهول‭.‬
نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬كانت‭ ‬الشك‭ ‬فى‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالسلام،‭ ‬معلمهم‭ ‬القديم‭ ‬والذى‭ ‬لم‭ ‬تمنعه‭ ‬صفته‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬حب‭ ‬تلميذته‭ ‬سلمى،‭ ‬بل‭ ‬وأن‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬رسالة‭ ‬غرامية،‭ ‬أدت‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬فضيحة‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تقضى‭ ‬على‭ ‬مستقبله،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ظل‭ ‬يحتفظ‭ ‬برسالته،‭ ‬وأمله‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يسترجع‭ ‬حبه‭ ‬القديم،‭ ‬وحين‭ ‬تعود،‭ ‬يكتشف‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬عمره‭ ‬ينتظر‭ ‬فتاة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬وجود،‭ ‬فيودعها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يقبر‭ ‬معها‭ ‬رسالته‭.‬
ومن‭ ‬عبدالسلام‭ ‬إلى‭ ‬هشام‭ ‬جار‭ ‬سلمى‭ ‬فى‭ ‬المعادى‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬شاب‭ ‬يبدو‭ ‬غريب‭ ‬الأطوار،‭ ‬درس‭ ‬الهندسة‭ ‬ولم‭ ‬يمارسها‭ ‬يوماً،‭ ‬واختار‭ ‬بدلاً‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬فنان‭ ‬عرائس‭ ‬متحركة‭ ‬‮«‬مارينيست‮»‬،‭ ‬وتنتهى‭ ‬مرحلة‭ ‬الارتياب‭ ‬به،‭ ‬بحالة‭ ‬حب‭ ‬حقيقية‭ ‬تجمعه‭ ‬بسلمى،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تكتفى‭ ‬بها‭ ‬وتواصل‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬فى‭ ‬المجهول.
تقود‭ ‬الرسائل‭ ‬المتتالية‭ ‬الصديقات‭ ‬الثلاث‭ ‬إلى‭ ‬الشك‭ ‬فى‭ ‬والد‭ ‬سلمى‭ ‬المصور‭ ‬الفوتوغرافى،‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬تره‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬وحين‭ ‬تتخيل‭ ‬أنها‭ ‬ستقع‭ ‬على‭ ‬كنز‭ ‬سعادتها‭ ‬الحقيقية،‭ ‬تفاجئ‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يتعرف‭ ‬عليها، ‬أب‭ ‬فوضوى‭ ‬يمارس‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬زوربا‭ ‬اليونانى‭ ‬البوهيمية،‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تزوجهن‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬تمييز‭ ‬ملامح‭ ‬من‭ ‬خلفهم‭ ‬وراءه‭ ‬من‭ ‬أبناء.

وهكذا‭ ‬تفقد‭ ‬سلمى‭ ‬أحلام‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬الرسائل‭ ‬وعلى‭ ‬الأب‭ ‬الغائب‭ ‬وعلى‭ ‬السعادة‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة، وتدريجياً‭ ‬تقودها‭ ‬الأحداث‭ ‬إلى‭ ‬الدكتور‭ ‬ربيع‭ ‬زوج‭ ‬أمها، طبيب أطفال سرعان ما تكتشف، أنه اختار التخصص في معالجتهم،‭ ‬كى‭ ‬يحتفظ‭ ‬بمكانه‭ ‬بينهم،‭ ‬فقد‭ ‬طفله‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬عبثية‭ ‬أخرى،‭ ‬فقرر‭ ‬حين‭ ‬فقد‭ ‬زوجته‭ ‬أن‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الموت،‭ ‬لم‭ ‬يعترف‭ ‬به،‭ ‬وفى‭ ‬محاولته‭ ‬للهروب‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬سعادته‭ ‬الحقيقية‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬يبدأ‭ ‬فى‭ ‬السعى‭ ‬إلى‭ ‬توطيد‭ ‬علاقته‭ ‬بسلمى‭ ‬ابنة‭ ‬زوجته،‭ ‬يستخدم‭ ‬حيلة‭ ‬الرسائل،‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬تقربها‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬فلا‭ ‬يتوانى‭ ‬عن‭ ‬تكرار‭ ‬اللعبة،‭ ‬وكتعويض‭ ‬عن‭ ‬سعيه‭ ‬لافتعال‭ ‬علاقة‭ ‬أبوة،‭ ‬لا‭ ‬يتورع‭ ‬أن‭ ‬يشرع‭ ‬بالتوازى‭ ‬فى‭ ‬تأسيس‭ ‬مشروع‭ ‬علاقة‭ ‬عاطفية‭ ‬غير‭ ‬متكافئة،‭ ‬مع‭ ‬ضحى‭ ‬صديقة سلمى‭.‬

ولا‭ ‬تملك‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬تتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.
زوج‭ ‬يسرية‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬سوى‭ ‬القهرة‭ ‬وسيلة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسرته،‭ ‬وخطيب‭ ‬ضحى‭ ‬الذى‭ ‬يسعى‭ ‬لكبت‭ ‬تطلعاتها‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يفقدها،‭ ‬وحتى‭ ‬والد‭ ‬سلمى‭ ‬الذى‭ ‬يتخيل‭ ‬سعادته‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬وخليلاته‭ ‬فى‭ ‬الجنة‭.‬
وكما‭ ‬فعلها‭ ‬هانى‭ ‬خليفة‭ ‬فى‭ ‬فيلمه‭ ‬سهر‭ ‬الليالي،‭ ‬فعلت‭ ‬هالة‭ ‬خليل‭ ‬فى‭ ‬أحلى‭ ‬الأوقات،‭ ‬حين‭ ‬اختارت‭ ‬أن‭ ‬تختتم‭ ‬فيلمها‭ ‬بالنهاية‭ ‬السعيدة،‭ ‬ليخرج‭ ‬بعدها‭ ‬المشاهد‭ ‬العادى‭ ‬متصوراً‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المشاكل‭ ‬قد‭ ‬حلت،‭ ‬وأن‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭.‬
كذلك‭ ‬لم‭ ‬تسع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلمها‭ ‬الروائى‭ ‬الأول،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬احبطنى‭- ‬بحكم‭ ‬سقف‭ ‬توقعاتى‭ ‬المرتفع‭- ‬كما‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تضفى‭ ‬بعض‭ ‬الملامح‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القالب‭ ‬الكوميدى‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف،‭ ‬وعبر‭ ‬نهاية‭ ‬الفيلم‭ ‬نفسها،‭ ‬وفى‭ ‬المقابل‭ ‬قدمت‭ ‬عملاً‭ ‬سينمائياً‭ ‬جيداً‭ ‬ومبشراً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التكنيك‭ ‬واختيار‭ ‬الممثلين‭ ‬وقيادتهم‭ ‬ومراعاة‭ ‬التفاصيل‭ ‬الدقيقة‭.‬
ولم‭ ‬تنس‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬تحية‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬الجديدة‭ ‬باستضافتها‭ ‬لأحد‭ ‬روادها‭ ‬المخرج‭ ‬خيرى‭ ‬بشارة‭ ‬صاحب‭ ‬فيلم‭ ‬العوامة‭ ‬70‭ ‬باكورة‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭.‬
فهل‭ ‬تنجح‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وتلك‭ ‬التوليفة‭ ‬فى‭ ‬كسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرضية‭ ‬الجماهيرية‭ ‬لهذا‭ ‬الجيل‭ ‬من‭ ‬المخرجين؟
شباك‭ ‬التذاكر‭ ‬وحده‭ ‬سيجيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬سوء‭ ‬التوقيت‭.‬