يتبنى عدد من رؤساء أجهزة المدن العمرانية الجديدة، نظرة حذرة لموازنات العام المالى المقبل، وسط مطالب وزارية بتحديد الأولويات لحجم الاستثمارات المطلوب ضخها، بالتزامن مع خطة الدولة لترشيد النفقات خلال المرحلة الحالية فى ظل ما يشهده العالم من متغيرات بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
وتواصلت «المال» مع عدد من رؤساء أجهزة المدن لمعرفة الخطط الاستثمارية لهم والتحديات والأهداف المرتبطة بالعام المالى الجديد، والتى جاءت متوافقة إلى حد كبير فى إنهاء أعمال المرافق من الطرق والكهرباء وتوصيل الغاز، للمشروعات التى بدأت فى تنفيذها بالفعل، أو حصلت على موافقات نهائية مسبقة ببدء العمل فيها.
ففى مدينة حدائق العاصمة، قال المهندس عادل عبدالعزيز، رئيس جهاز المدينة، إن إجمالى ميزانية العام المالى الجارى بلغت ما يقرب من 15 مليار جنيه، موزعة على عدد من المشروعات التى تم تنفيذها أو يجرى تنفيذها حتى الآن داخل المدينة والتى وصفها بالواعدة.
وأوضح – فى تصريحات لـ«المال» – أنه جار تنفيذ عدد من المشروعات السكنية متنوعة الشرائح، علاوة على المشروعات التى ستقدم الخدمات لسكان ورواد المدينة، مؤكدا أنه تم الانتهاء من تنفيذ 1124 عمارة سكنية بإجمالي30 ألف وحدة سكنية ضمن المبادرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى «سكن لكل المصريين» لمحدودى الدخل.
وأكد أن إجمالى ما تم استثماره فى المشروعات السكنية التى تشملها المبادرة الرئاسية بلغ ما يقرب من 7.3 مليار جنيه، مشيرا إلى الجهاز شارف على الانتهاء من تخصيص الوحدات لصالح المستفيدين منها.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انتهاء الجهاز من تنفيذ عدد من العمارات السكنية المقامة على مساحة 530 فدانا لصالح محدودى الدخل والتى تدخل أيضا ضمن المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين”، بإجمالى استثمارات يتجاوز 8 مليارات جنيه، علاوة على تنفيذ مئات الوحدات لصالح متوسطى الدخل على مساحة تقريبية تقدر بـ 600 فدان.
وحول ميزانية الجهاز خلال العام المالى المقبل، أكد “عبد العزيز” أنه حتى الآن لم ينته الجهاز من الوقوف على حجم المطالبات المالية خلال العام المالى المقبل، خاصة وأنه يتم دراسة المشروعات الضرورية الواجبة التنفيذ، وتأجيل المشروعات التى تحمل مكونا دولاريا استجابة لمطالبة الدولة بترشيد الإنفاق خلال المرحلة الحالية.
وتقع مدينة “حدائق العاصمة” شرق مدينة بدر وهى واحدة من المدن الجديدة الواعدة والتى تتميز بوجود عدد من الاستثمارات الكبرى فيها، وتبلغ مساحتها 29 ألف فدان تقريبا.
وفى أسيوط الجديدة، قالت المهندسة جيهان عمار رئيس جهاز المدينة، إنها تشهد منذ سنوات ضخ ميزانيات كبيرة بغرض تنفيذ أعمال المرافق والصيانة وكذلك عملية تنسيق المواقع.
وأضافت – فى تصريحات لـ«المال» – أن جهاز المدينة يخطط لترفيق عدد من المناطق خلال المرحلة المقبلة منها منطقة مركز خدمات جنوب ووسط شرق المدينة فى إطار خطة الدولة للتوسع فى المدن الجديدة وتوسيع الكتلة السكنية داخل مدينة أسيوط الجديدة.
وأشارت إلى أن الجهاز يعمل فى الفترة الأخيرة على تحديد المشروعات التى يجب تنفيذها بشكل عاجل، من أجل تقديم جميع الخدمات لسكان المدينة، مؤكدة أن خطوة تنفيذ إنشاء محطة مياه جديدة تأتى على رأس أولويات الجهاز خلال العام المالى المقبل.
وأكدت أن الجهاز لم يتلق أى مخاطبات حول تقليل حجم الاستثمارات المستهدفة خلال العام المالى المقبل، كما أن الهيئة لديها حرص على تلبية جميع مطالب الجهاز بغرض تنفيذ جميع المشروعات التى تخدم سكان مدينة أسيوط الجديدة.
وأشارت إلى أن المدينة شهدت فى الفترة الأخيرة وجود العديد من الشركات العقارية الكبرى التى جاءت لتنفيذ مشروعات كبرى داخل “أسيوط الجديدة”، لما تتمتع به المدينة من سمعه استثمارية جيدة لدى أغلب المستثمرين، فى ظل ما تنفذه الدولة من مشروعات خدمية تشجع على الاستثمار.
واعتبرت “عمار” أن توصيل الغاز الطبيعى للوحدات السكنية يأتى ضمن اهتمامات الدولة بغرض جذب مزيد من السكان وكذلك جذب مزيد من المستثمرين، مؤكدة أن هذه العملية ستكون أحد المشروعات التى يطالب الجهاز بتوفير ميزانية له.
وتبلغ قيمة إجمالى الاستثمارات بالمدينة حوالى 4.5 مليار جنيه، تتوزع فى 4 قطاعات مختلفة، منها 1.7 مليار جنيه موجه لقطاع الإسكان، و552 مليونا مخصصة لقطاع الخدمات، بالإضافة إلى 2.2 مليار لقطاع المرافق، و32.9 مليون وجهت لقطاع الزراعة.
وشهدت “أسيوط الجديدة” تشغيل المرحلة الأولى لنادى وادى دجلة، وهو أول فرع للنادى على مستوى الصعيد بالمنطقة الإقليمية بالمدينة، ويضم النادى مجمع حمامات سباحة متكامل وملاعب كرة قدم، بالإضافة إلى تراك للجري.
كما يضم النادى ملاعب إسكواش وصالات ألعاب جودو وكاراتيه وجمباز ومجمع ألعاب متعددة وجيم مجهز بأحدث الأجهزة الرياضية وألعاب للأطفال وأماكن للجلوس والانتظار.
وفى مدينة الشروق؛ يسعى جهاز تنمية المدينة لزيادة ميزانيته خلال العام المقبل إلى 7 مليارات جنيه، لتنفيذ عدد من مشروعات الإسكان والكهرباء والطرق، بجانب المشروعات الترفيهية والتعليمية وكذلك الصحية.
وقال المهندس عبد اللطيف بشارة، رئيس جهازالمدينة، إن الميزانية الجديدة التى يسعى الجهاز لتخصيصها ستكون لصالح عملية ترفيق الامتداد الجديد الذى تم إضافته لمدينة الشروق، مشيرا إلى أن ميزانية العام الجارى تصل لما يقرب من مليار جنيه.
وأكد – فى تصريحات لـ«المال» – أن الجهاز انتهى منذ فترة من إعداد المخطط الإستراتيجى للامتداد الجديد الذى أضيف مؤخرا للمدينة، وتم إرساله لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لاعتمادها والبدء فى طرح مشروعات البنية التحتية التى تخدم المدينة بشكل كامل.
وأوضح أن الجهاز يعمل فى الوقت الحالى على رفع كفاءة عدد من الطرق وإجراء الاختبارات المطلوبة لشبكة الغاز وكذلك تنسيق المواقع الواقعة من المنطقة الأولى حتى المنطقة السادسة لخلق بيئة مناسبة للاستثمار داخل المدينة واستجابة لمطالب سكان هذه المناطق.
وأشار إلى أن الجهاز انتهى من عملية ترفيق 36 قطعة أرض بمساحات مختلفة ومتنوعة الأنشطة تمهيدا لطرحها للبيع من خلال موقع هيئة المجتمعات العمرانية.
وقال «بشارة» فى وقت سابق إن إجمالى استثمارات القطاع التعليمى بالشروق بلغ 150 مليون جنيه، وأن الجهاز يعمل على تنفيذ مدرسة تعليم أساسى بالحى الثامن بالمدينة وحضانتين فى الحى الخامس بالمنطقة الثامنة.
وأضاف أنه تم الانتهاء من تنفيذ مدرسة النيل الدولية باستثمارات 75 مليون جنيه بمساحة 20 ألف متر مربع، وتم تسليمها لإدارة النيل التعليمية وبدأت الدراسة بها خلال العام الدراسى الحالى، كما أنه يجرى الاستعداد لطرح مدرستين للتخصيص بالمدينة خلال الفترة القادمة، وفى انتظار صدور الموافقة الفنية من هيئة المجتمعات العمرانية.
وتم إنشاء مدينة الشروق طبقا للقرار الجمهورى رقم 326 لسنة 1995 بمساحة 10808 أفدنة، وفى العام 2015 صدر قرار مجلس الوزراء رقم 2119 بإضافة مساحة 5302.3 فدان لصالح المدينة وتبلغ المساحة الإجمالية لها 16110.3 فدان، وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم 636 لسنة 2017 بزيادة كردون مدينة الشروق وضم أراض جديدة لها ليصبح إجمالى مساحة المدينة 52.9 ألف فدان.
من جانبه، قال المهندس عبد الرؤوف الغيطى رئيس جهاز العبور إن الجهاز لايزال يعمل على دراسة ميزانية العام الجديدة، لتحديد المشروعات ذات الأولوية تنفيذا لتوجيهات الدولة بترشيد عمليات الإنفاق، وتأجيل المشروعات التى لها مكون دولارى خلال المرحلة الحالية.
وأكد- فى تصريحات لـ”المال” – أن ميزانية العام المالى المقبل ستكون أقل من ميزانية العام المالى الحالي، مشيرا إلى أن الجهاز لديه تعليمات بضرورة الانتهاء وبشكل كامل من المشروعات السكنية التى يعمل على تنفيذها، كذلك الانتهاء من المشروعات الخدمية وفقا للجدول الزمنى المحدد.
وحول طروحات المدينة خلال الفترة الحالية، أكد “الغيطي” أن الهيئة ومن خلال موقعها الإلكترونى أعلنت عن آخر طرح قطعة أرض مخصصة بنشاط عمرانى داخل مدينة العبورعلى مساحة 37082 مترا مربعا بسعر متر سجل 2555 جنيه ليبلغ إجمالى قيمتها ما يقرب من 95 مليون جنيه.
ومدينة العبور هى واحدة من مدن الجيل الثاني، تقع فى محافظة القليوبية، وتتبع إداريا لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنشئت بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1290 لعام 1982، وكانت أراضيها سابقا قبل استصلاحها جزء من صحراء مركز الخانكة.
وتتميز “العبور” بأن بها تقسيم عال من الكفاءة فهى مدينة متكاملة فيها مناطق صناعية قريبة من المناطق السكنية كما بها عدة مستويات من المناطق السكنية فيها حى الفيلات وحى للشباب وحى آخر أقل فى المستوى ولكن جميع الأحياء يربطهم رابط واحد وهو التخطيط الجيد للشوارع، كما يقع بها السوق الرئيسى لمحافظات القاهرة الكبرى وهو سوق العبور.
وكان مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، استعرض فى اجتماع له برئاسة الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تقريرا حول إنجازات الهيئة خلال العام المالى 2021/2020 (خلال الفترة من 2020-7-1 : 2021-6-30)، فى قطاعات الإسكان والمرافق والخدمات، وغيرها من المشروعات التنموية المتنوعة بالمدن الجديدة، إضافة إلى عدد من المشروعات القومية بعدد من المحافظات، حيث بلغ إجمالى ما تم صرفه خلال العام المالى 2020/2021 مبلغ 119 مليار جنيه.
وقال “الجزار” إنه فى مشروع “سكن لكل المصريين” محور الإسكان لمنخفضى الدخل، تم الانتهاء من تنفيذ 67124 وحدة سكنية، وجار استكمال تنفيذ 93576 وحدة سكنية، والبدء فى تنفيذ 30180 وحدة سكنية ببعض المدن، وفى مشروع الإسكان المتوسط (دار مصر – JANNA)، تم الانتهاء من تنفيذ 18864 وحدة سكنية، وجاراستكمال تنفيذ 29320 وحدة سكنية، وفى مشروع سكن مصر، تم الانتهاء من تنفيذ 29160 وحدة سكنية، وجار تنفيذ 32488 وحدة سكنية، بجانب البدء فى تنفيذ 1272 وحدة سكنية، إضافة إلى مشروعات سكنية متنوعة فى عدد من المدن الجديدة.
وتابع:” تم الانتهاء من تنفيذ 179 مبنى خدمياً، وجار استكمال تنفيذ 173 مبنى خدمياً، والبدء فى تنفيذ 50 مبنى خدمياً، كما تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من محطة التحلية بمدينة سلام، شرق بورسعيد، وجارٍ تنفيذ وتوسعة 14 محطة تنقية مياه ومحطات تحلية بطاقة 3.2 مليون م3/يوم”.
ويستكمل :”بخلاف أعمال الإحلال والتجديد لبعض محطات رفع مياه الشرب بالمدن الجديدة، تم مد شبكات مياه بطول نحو 1685 كم، وجارٍ تنفيذ وتوسعة وإضافة وحدات المعالجة الثلاثية لـ15 محطة لمعالجة الصرف الصحى بسعة 774 ألف م3/يوم”.
وأضاف أنه بجانب أعمال الإحلال والتجديد لبعض محطات رفع مياه الصرف الصحى بالمدن الجديدة، تم مد شبكات صرف صحى بطول نحو 1900 كم، بالإضافة إلى إنهاء وتنفيذ وتصميم وطرح العديد من محطات الكهرباء وشبكاتها، وكذا خطوط الاتصالات، كما تم مد شبكات طرق للمحاور الرئيسية بطول 340 كم، ومد شبكات طرق فرعية بطول 610 كم.