رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بنتائج الحوار الذي عقدته الفصائل الفلسطينية في القاهرة، لاسيما أنها حققت “التوافق المطلوب” الذي يمهد لإجراء الانتخابات المقبلة في أجواء إيجابية.
وأكد أبوالغيط، أن “الانقسام طالما مثل خصما من الموقف الفلسطيني، وحان الوقت لتجاوزه بالمصالحة والانتخابات معا”، وقدم الشكر لمصر على رعايتها الحوار في هذا التوقيت المهم، بحسب بيان للجامعة.
اتفاق الفصائل الفلسطينية
وأبدى “أبو الغيط”، تقديره الكبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أطلق هذه العملية السياسية بقراره عقد الانتخابات، داعيا كافة الفصائل الفلسطينية للإمساك بهذه الفرصة وعدم تفويتها عبر الالتزام الدقيق بما تم الاتفاق عليه.
واعتبر أن الانتخابات “خطوة مهمة من أجل تجديد الشرعية الفلسطينية”، وطالب المجتمع الدولي ببذل كل جهد ممكن لضمان انعقاد الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وشدد على أن “إسرائيل، كدولة قائمة بالاحتلال، ملزمة بواقع القانون الدولي بعدم وضع العراقيل أمام سير العملية الانتخابية في عموم الأراضي المحتلة”.
وأكد أن الجامعة العربية ستقف إلى جوار فلسطين في هذه المرحلة السياسية المهمة، مشيرا إلى أن مراقبين من قبل الجامعة سيتابعون سير العملية الانتخابية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتوقع مشاركة كبيرة في الانتخابات تعكس الوعي السياسي للشعب الفلسطيني، وإدراكه لأهمية هذه المحطة في المسار النضالي من أجل بناء الدولة المستقلة.
وأعلنت الفصائل ، الثلاثاء، التوصل لاتفاق حول كل القضايا الرئيسية لإجراء في مايو المقبل، وذلك بعد مباحثات عقدتها برعاية مصرية في القاهرة استمرت يومين.
الالتزام بالجدول الزمني
وأكدت الفصائل، الالتزام بالجدول الزمني لإجراء الانتخابات في مدينة القدس والضفة الغربية وغزة دون استثناء، والتعهد باحترام نتائجها.
وكان الرئيس عباس، أصدر في 15 يناير الماضي مرسوما بالدعوة لانتخابات فلسطينية عامة على ثلاث مراحل ابتداء من مايو المقبل.
وبموجب المرسوم، ستجري الانتخابات التشريعية في 22 مايو المقبل، تتبعها الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو المقبل، على أن تجرى انتخابات لتشكيل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 أغسطس المقبل.
وجاءت تصريحات أبوالغيط عقب استقباله جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها في حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة.
وأكد الرجوب، أن الفصائل الفلسطينية اتفقت على “إحداث اختراق إستراتيجي للمأزق الحالي الذي نعاني منه، وهو الانقسام، ونحن ذاهبون للانتخابات”.
إشادة بدور مصر
وأشاد بدور مصر في إنجاح حوار الفصائل، وقال إن “مصر الشريك الأساسي والوحيد في إنجاح عملية الحوار، الذي سيستمر على أرض مصر برعاية مصرية إلى أن نصل للمحطة النهائية، وهذا التزام حصلنا عليه من كل القيادات المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي رعى الحوار”.
وأضاف الرجوب، “نتطلع إلى دعم الجامعة العربية لإنجاح ومساندة هذا المسار الديمقراطي”.
وأردف أن “إسرائيل تسعى إلى دفن فكرة الدولة والهوية الفلسطينية، وعلاقتنا مع هذا الكيان قائمة على الصدام، ونحن نمارس حقنا الطبيعي في انتخاب قادتنا، وهذا موضوع يجب أن يحسم في مؤسسات المجتمع الدولي، وعلى رأسها الأمم المتحدة”.
وتابع أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد انتخابات ولا قيادة فلسطينية منتخبة، ولا أن يسمع كلمة فلسطين أصلا، فهو يريد تكريس الاحتلال وتصفية القضية سياسيا، والنقيض لذلك هو موقفنا الذي عبرنا عنه في التوافق على إجراء الانتخابات، ونحن مدعومون بعمقنا العربي والإسلامي”.
انتخابات نزيهة وشفافة
وتابع : “نحن توجهنا إلى كل العالم.. ودعونا الجميع لمراقبة هذه العملية الديمقراطية، وكيف ستكون نزيهة وشفافة ونموذجا يحتذي به”.
وأشار إلى أن الفصائل ستجتمع بالقاهرة في مارس المقبل، بمشاركة اللجنة المركزية للانتخابات والمجلس الوطني الفلسطيني لمناقشة بعض الآليات التنفيذية اللازمة لإنجاح الانتخابات وتشكيل المجلس.
وأردف “قررنا في حركة فتح عقد اجتماع للجنة المركزية غدا السبت لمناقشة شكل التحالفات والائتلافات القادمة، فنحن نسعى لبناء جبهة وطنية عريضة، وفق برنامج له علاقة بالدولة والمقاومة الشرعية وبسلطة واحدة وقانون واحد، ومن يتقاطع معنا ويرضى بقيادتنا للمرحلة القادمة فهو بالتأكيد شريكنا في الائتلاف”.
وشدد الرجوب على أنه “لا توجد قائمة مشتركة مع أي فصيل حتى الآن، وابتداء من الأسبوع القادم سيبدأ الحوار مع كل مكونات المجتمع المدني لبناء قوائمنا وتحالفاتنا بملء إرادتنا”، مؤكدا أن “هناك اتفاقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات المجلس التشريعي مباشرة”.
بداية جديدة
بدوره، اعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني أن قطار الحل السياسي لإنهاء الانقسام الفلسطيني عبر المسار الديمقراطي والانتخابي قد انطلق.
وقال مجدلاني، في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن اتفاق الفصائل أمس هو “بداية تاريخ جديدة في العلاقات الوطنية، وطي صفحة الانقسام السوداء، التي دفع ثمنها غاليا الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن المصالحة من شأنها أن تضع القضية الفلسطينية في موقع الاهتمام الدولي، في الوقت الذي تجري فيه تغيرات إقليمية ودولية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة “شينخوا” الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.