أكد عدد من العاملين فى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، ضرورة المضى قدمًا نحو تعظيم الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى AI فى مجالات الزراعة والصناعة والرى الذكي، لما لها من آثار إيجابية على زيادة حجم الصادرات وتحسين جودة المنتج المصري.
وبحسب مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز للاستشارات والأبحاث، فإنه من المتوقع أن تسهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى اقتصاد دول المنطقة بنحو 320 مليار دولار بحلول عام 2030، بواقع 135.2 مليار دولار، ما يمثل %12.4 من الناتج المحلى الإجمالى للسعودية، مقابل 42.7 مليار، ما يوازى 7.7 من الناتج المحلى فى مصر. وسيضيف الذكاء الاصطناعى 96 مليار دولار لاقتصاد الإمارات العربية المتحدة، بما يعادل %13.6 من الناتج المحلى الإجمالي.
كما شددوا أيضًا على ضرورة وضع قوانين لدفع الاستثمار فى تقنياتAI ، مشيرين إلى أن الدولة المصرية بذلت مؤخرًا جهودًا واضحة لتحسين البنية التحتية التكنولوجية، كما قامت أيضًا بتشجيع الطلاب على دراسة تخصصات الذكاء الاصطناعي.
ويقصد بالذكاء الاصطناعى قدرة الآلآت والأنظمة التكنولوجية على محاكاة الذكاء البشرى فى أداء المهام، استنادًا إلى معلومات يتم جمعها مسبقًا، بهدف الوصول لمستويات بالغة الدقة مع تقليل هامش الخطأ عند التنفيذ.
الرفاعي: المملكة طرحت مناقصة لمراقبة وتحليل سلوك النحل باستخدام التكنولوجيا
وقال الدكتور أيمن الرفاعي، مدير شركة ix-dev البريطانية للبرمجيات والحلول الرقمية فى مصر، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعى تسهم فى مساعدة المؤسسات والهيئات الحكومية على جمع البيانات وإتاحتها بشكل أسهل ومن ثم تعظيم الاستفادة منها، كما تمكن أيضًا شركات التسوق من تحليل سلوك المستهلكين وتوجيه القوى الشرائية.
وأكد «الرفاعى» ضرورة تشجيع الأستثمار فى تطبيقات AI، من خلال منح حوافز على غرار دول المانيا وامريكا وأسواق شرق أوروبا وأستراليا، لافتا إلى أن الدول التى سارعت فى تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى استطاعت تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة فى نشاطها التجارى وميزان المدفوعات.
ورأى أن التوسع فى تقنيات AI بمصر قد يسهم فى تقليل نسبة المياه المهدرة على سبيل المثال، من خلال جمع بيانات دقيقة عن الأماكن التى تعانى من معدلات استهلاك كبيرة، وبالتالى تقديم نتائج تساعد فى توقير المياه وإعادة توزيعها بالشكل العادل.
واستشهد بتجربة السعودية التى طرحت مناقصة تحت إشراف وزارة الزراعة، تم بموجبها اختيار شركة ساهمت فى تطوير تطبيق للمزارعين، لقياس سلوك النحل والتنبؤ بتحركاته، موضحًا أن أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى يتمثل فى التنبؤ بالأخطاء والأعطال التى قد تتعرض لها الآلات.
وتابع قائلا: لا تهدف التكنولوجيا إلى القضاء على التدخل البشرى إطلاقا نظرا، لأن قرار التحكم فى أى منظومة سيكون فى يد الإنسان ولكن دور التقنية يتمثل فى مساعدته على تحقيق اقصى استفادة ممكنة وبتكاليف أقل.
وأكد الدكتور باسم بشرى، الرئيس التنفيذى لشركة SpimeSenseLabs للحلول التكنولوجية، أن تطبيقات الذكاء الاصتناعى يمكنها أن تسهم فى تسهيل عمل المؤسسات الحكومية والخاصة، من خلال جمع بيانات مدققة بهدف الوصول لقرارات صحيحة.
وأضاف أن معهد تكنولوجيا المعلومات يقدم منحًا لتدريب 100 طالب على تطبيقات الذكاء الأصطناعى الأمر الذى يعزز من وجود كوادر فنية مؤهلة للعمل فى مثل هذه المجالات الحديثة.
وشدد بشرى على أهمية منح المنتج المصرى الثقة الكافية لكى يصبح منافسا محليا ومن ثم اقليميا، منوها بأن مصر لديها القدرة على تنفيذ مشروعات اقليمية واعدة فى تطبيقات الذكاء الأصطناعي.
ولفت الدكتور رضا عبد الوهاب، عميد كلية الحاسبات والمعلومات والذكاء الأصطناعى فى جامعة القاهرة، إلى أن التحول الرقمى ميكنة الخدمات العامة للجمهور اصبحت تلعب دورا محوريا فى اختصار الوقت والتكلفة، معتبرا انه فى حال تعميم تطبيقات AI سيسهم ذلك فى تعظيم الناتج القومى للدولة، كما سيعمل كذلك على تحسين الانتاجية فى حال دمجها ببعض التخصصات، كالزراعة والري، مما يسهم فى تقليل المياه المهدرة واعادة توزيع الكميات على المحاصيل.
بشرى: منح معهد تكنولوجيا المعلومات خلقت كوادر مؤهلة
ورأى «عبد الوهاب» أنه قد تسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة الى اعادة توزيع العامل البشرى فى بعض الوظائف، موضحا انه لن يتم الاستغناء عن العامل البشرى بشكل نهائي.
وأكد أن وزارة الاتصالات بكامل هيئاتها تبذل مجهودا ملحوظا للعمل على تسريع وتيرة التحول الرقمي، لافتا ان البنية التحتية للدولة المصرية اصبحت مؤهلة لاستيعاب هذه التكنولوجيا المتطورة.
وأشار إلى أن كلية الحاسبات والمعلومات شهدت إقبالًا من قبل الطلاب على دراسة تخصص الذكاء الاصطناعى والذى شهد تخرج 70 طالبا خلال العام الماضي، لافتا إلى أن الجامعة استقبلت طلبات من جهات حكومية، خاصة كشركة ديل وهواوى لالحاق طلاب الكليه لشغل وظائف بهذا التخصص.
ياسين: ضرورة وضع استراتيجيات طويلة الأمد وتكاتف جميع أجهزة الدولة
وشدد أسامة ياسين، الرئيس السابق للشركة المصرية للأتصالات، على ضرورة تقديم حوافز اضافية للشركات العاملة فى مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفى مقدمتها، سرعة وسهولة الافراج الجمركى عن المنتجات اللازمة لتشغيل التطبيقات، علاوة على اعفاءات ضريبية إن أمكن ذلك.
ولفت «ياسين» إلى أن الدول التى قامت باستخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجالات كالرى الذكى وصناعة السيارات، استطاعت تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة، ورفع كفاءة المنتج النهائي
وأضاف أنه يمكن لمصر الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى من خلال زيادة انتاجية المساحات المزروعة بالقمح، وتسريع وتيرة الإنتاج، لافتا ان نجاح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته مرهون باستراتيجيات طويلة المدى تعتمد على دعم الدولة المصرية واجهزتها للتكنولوجيا.
وأكد ضرورة تكاتف كل أجهزة الدولة وفى مقدمتها وزارات الاتصالات والمالية لوضع القوانين اللازمة ومنح حوافز للشركات العاملة فى هذا المجال، بجانب تشجيع الطلاب على الالتحاق بالكليات التى تدرس مناهج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتنمى قدرات طلابها بمشروعات ذات قيمة علمية.
الليثي: يجب سن تشريعات.. وتقديم حوافز
قال الدكتور حمدى الليثى، رئيس مجلس إدارة شركة ليناتل لخدمات الاتصالات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعى ستسهم فى توفير فرص عمل جديدة تدر عائدا كبيرا للخزانة العامة للدولة خلال المرحلة المقبلة .
وتطرق «الليثى» إلى ضرورة سن تشريعات وقوانين لتشجيع الاستثمار فى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقديم محفزات مغرية للشركات العاملة فى هذه المجالات، منوهًا بأن البنية التحتية التى تمتلكها مصر تتيح الاستثمار فى مثل هذه المجالات.