أكد عدد من وكلاء السيارات الفاخرة تأثر مبيعاتهم بأزمة فيروس كورونا المستجد، التى ظهرت فى مصر منتصف مارس الماضى، خاصة مع تراجع الطلب، والتكهنات التى تشير إلى ارتفاع الأسعار مع التحركات الأخيرة التى يشهدها سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية.
وتوقعوا هبوط مبيعات السيارات الفاخرة فى مصر بما بين 20 إلى %25 خاصة مع اتجاه الوكلاء والمستوردين إلى تقليل الكميات المستوردة فى ظل تراجع الطلب.
فى البداية، توقع رجل الأعمال كريم نجار تراجع مبيعات السيارات الفاخرة فى السوق المحلية بنهاية العام الحالى بنسبة تصل إلى %25 على الأقل.
ويتقلد “نجار” منصب رئيس مجلس إدارة شركة “كيان إيجيبت” للتجارة والاستثمار، وكلاء سيارات سيات وسكودا وكوبرا، بالإضافة إلى كونه المدير التنفيذى لشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، وكلاء سيارات فولكس فاجن وأودى.
وأشار إلى هبوط مبيعات السيارات بصفة عامة نظرًا لأزمة فيروس كورونا فى مصر، واتجاه شريحة من الراغبين فى الشراء إلى تأجيل قرار شرائهم لحين عودة الحياه لطبيعتها وانتهاء الوباء، علاوة على أن وقف تراخيص السيارات الجديدة من وحدات المرور تسبب فى توقف حركة البيع تمامًا للسيارات الفاخرة والاقتصادية.
وأضاف أن ضعف حركة مبيعات السوق على مدار شهرى مارس وأبريل تسبب فى اتجاه الوكلاء والمستوردين إلى خفض حصصهم الاستيرادية من السيارات، كما أن تراجع قيمة الجنيه مع ارتفاع سعر الدولار وتداعياتها برفع أسعار السيارات سيؤدى إلى مزيد من الركود فى المبيعات، والتى ستنعكس بطبيعة الحال على السيارات الفاخرة.
وتوقع أن تتراجع مبيعات سوق السيارات بنهاية العام الحالى لتصل إلى 100 ألف سيارة على أقصى تقدير، خاصة وأن واردات مصر من سيارات الركوب هبطت للشهر الثالث على التوالى لتسجل 6 آلاف سيارة فقط، واصفًا الرقم بـ «المخيف والمنخفض للغاية».
وأكد أن ارتفاع سعر صرف الدولار فى مقابل الجنيه خلال الفترة الحالية يعزز الاتجاه لاقتناء سيارة جديدة، فى ظل التكهنات التى تشير إلى ارتفاع أسعار السيارات خلال الفترة المقبلة.
وتوقع محمد قنديل، مدير قطاع “مازيراتى بشركة MTI”، وكلاء سيارات جاكوار ولاند روفر وبنتلى ومازيراتى، تراجع مبيعات سوق السيارات الفاخرة فى مصر بنهاية العام الحالى بنسبة تصل إلى %20 مع استمرار أزمة كورونا فى مصر وتداعياتها السلبية على سوق السيارات.
وأشار إلى أنه مع بدء الأزمة فى منتصف مارس الماضى، وبدء إعلان السلطات المصرية تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية للسيطرة على الوباء، تراجعت معدلات الطلب على السيارات الفاخرة، أسوة بالسيارات الاقتصادية أو الشعبية، إلا أن تطبيق خطة الدولة فى التعايش مع كورونا جعل حركة المبيعات تعود تدريجيًا.
وأوضح أن تداعيات أزمة كورونا على سوق السيارات بدأت فى الانحسار على عكس بداية الأزمة، حينما اتجهت كافة الفئات الراغبة فى شراء سيارة جديدة إلى اتخاذ تدابير احترازية بهدف تحقيق أعلى معدلات سلامة تجنبًا للإصابة بالفيروس.
وأضاف أن إعلان الحكومة وقف تراخيص السيارات الجديدة أو تجديدها على مدار شهرى مارس وأبريل تسبب فى تجمد حركة المبيعات فى سوق السيارات بصفة عامة، والسيارات الفاخرة بصفة خاصة.
وتابع : “برغم التداعيات السلبية لفيروس كورونا على سوق السيارات، إلا أن الوكلاء اتجهوا خلال الفترة الماضية إلى الاستمرار فى تقديم الموديلات العالمية فى السوق المصرية، سواء من فئة السيارات الاقتصادية أو الفاخرة”.
من جانبه، أكد عبد القادر طلعت، عضو مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، تراجع مبيعات السيارات الفاخرة على مدار الشهرين الماضيين مع بدء أزمة كورونا فى مصر.
وأشار إلى أن تأثر مبيعات السيارات الفاخرة فى مصر خلال العام الحالى بأزمة فيروس كورونا يحكمه العديد من العوامل التى من أبرزها التغيرات التى يشهدها سعر الصرف فى الوقت الحالى، بالإضافة إلى عودة الإنتاج فى مصانع السيارات العالمية، التى توقف أغلبها فى ظل تطبيق حكومات العالم العديد من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الوباء.
و يستكمل: “كما أن آليات العرض والطلب من العوامل المحددة لحجم مبيعات سوق السيارات بصفة عامة، والسيارات الفاخرة بصفة خاصة، مؤكدًا أن كافة المتغيرات السابقة تزيد من حدة الضبابية التى تعانيها سوق السيارات، وبالتالى يصعب التكهن بحجم مبيعاتها بنهاية العام”.
ومن الجدير بالذكر أن واردات مصر من السيارات الفاخرة ارتفعت خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالى بنسبة %27 لتسجل 3443 سيارة، مقارنة مع 2717 مفرج عنها خلال الفترة ذاتها من العام الماضى، وفقًا للتقرير الصادر عن منفذ الإسكندرية الجمركى.
ورصد التقريرغياب علامتين من تسجيل أى سيارة مفرج عنها خلال تلك الفترة وهما «بنتلى» و«مازيراتى».
وأوضح أن السيارات الفاخرة تمكنت من الاستحواذ على حصة تصل إلى %8.2 من إجمالى سيارات الركوب المفرج عنها خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالى، مقابل %8.4 خلال الفترة ذاتها من العام الماضى.